الخميس 14 نوفمبر 2024

تحقيقات

لهذا السبب.. نتنياهو يلقي بـ جالانت خارج الحكومة

  • 5-11-2024 | 23:25

نتنياهو وخلفه جالانت

طباعة
  • محمود غانم

بعد جرائم يندى له الجبين تشاركا فيها على مدى أكثر من عام، ضد أبناء الشعب الفلسطيني عمومًا، وأهالي قطاع غزة خصوصًا، أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير دفاعه يوآف جالانت، على إثر أزمة تجنيد يهود "الحريديم" التي تصاعدت بشكل غير مسبوق في غضون الأيام الماضية.

إقالة جالانت 

أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، وزير الدفاع يوآف جالانت، وفي الوقت ذاته قرر تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا له، بينما عين جدعون ساعر وزيرًا للخارجية.

وعزى نتنياهو قرار الإقالة إلى أزمة الثقة التي نشأت تدريجيًا بينهما، ولم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة، مؤكدًا أن من شأن القرار أن يجعل مجلس الوزراء أكثر انسجامًا.

وتعليقًا على القرار، قال جالانت، إن أمن ما سماه بـ"دولة إسرائيل" كان وسيبقى رسالته في الحياة.

ومن جانبها، رأت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، قرار إقالة جالانت يمثل استمرارًا لجهود نتنياهو الرامية لإحباط مساعي إعادة المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.

 فيما قال بيني جانتس، العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي، إن إقالة جالانت هي إقالة سياسية على حساب أمن الدولة.

لماذا قرار الإقالة؟ 

في غضون الأيام الماضية، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، رسالة تحذيرية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل ساعات من تنفيذ الهجوم على إيران، منتقدًا نتنياهو وحكومته بفقدان الوضوح في أهداف الحرب، وفق ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

الصحيفة أشارت إلى أن الرسالة، التي وُصفت بأنها "شديدة اللهجة"، لم تقتصر على نتنياهو بل وصلت أيضًا إلى عدد من الوزراء وكبار القادة في الجيش والموساد والشاباك، إلا أنها لم تتضمن وزير الأمن القومي إيتمار بنت جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وطالب جالانت -في رسالته- بضرورة مراجعة أهداف الحرب في ظل التغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة منذ العام الماضي، والتي تتطلب إعادة تقييم دقيق للأولويات، معربًا عن قلقه من خوض إسرائيل حربًا وفق "استراتيجيات قديمة".

وأكد على أهمية أن تدار الحرب برؤية شاملة تأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة، خاصة مع تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران، هذا من جهة.

أما من الجهة الأخرى، فقد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي يهود "الحريديم" بإقالة جالانت بعد الهجوم على إيران الذي تم السبت قبل الماضي، في محاولة لإرضائهم.

ومن جهتهم، طالب "الحريديم" بإقالة جالانت من منصبه، بسبب سعيه لتجنيدهم وإلزامهم بالخدمة العسكرية بعد عقود طويلة ظلت فيها تلك الفئة معفاه من أداء الخدمة العسكرية.

 كانت الأمور على هذا النحو، حتى قرر جالانت، أمس، إصدار سبعة آلاف أمر تجنيد جديد لليهود "الحريديم"، وذلك بعد مناقشات أجراها مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وذلك بجانب ثلاثة آلاف أمر صدرت في يوليو الماضي.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول كبير، قوله إن جالانت تم التضحية به على مذبح قانون الإعفاء من التجنيد.

وحول أسباب رفض نتنياهو تجنيد "الحريديم"، تقول المعارضة الإسرائيلية، إن نتنياهو وعد حزبي "شاس" و"يهودات هتوراه"، بإقرار قانون يعفي "الحريديم" من الخدمة العسكرية للحيلولة دون انسحابهما من حكومته ومن ثم إسقاطها.

وترجع أزمة تجنيد الحريديم إلى عام 1948، حيث رفضوا المشاركة في الجيش آنذاك، لكن رئيس الحكومة حينها دافيد بن جوريون توصل إلى تسوية مع هذه الفئة، تقضي بإعفائهم من التجنيد، ليستمروا في دراستهم في المدارس الدينية.

ومنذ ذلك الحين مرت قضية تجنيدهم بالعديد من المحطات، حتى أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية في الـ25 من يوليو الماضي، إلزام "الحريديم" بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.

أخبار الساعة