"الإمام المثالي" هكذا وصف الشيخ شريف إبراهيم الإمام والخطيب بالأوقاف، بعد تصرفه الأمين برد مبلغ مالي كبير تحول إلى حسابه الشخصي عن طريق الخطأ، ففور تلقيه رسالة بتحويل مبلغ نحو ربع مليون جنيه إلى حسابه قرر الإمام بالأوقاف التصرف بما يمليه عليه ضميره وتعاليم الدين الإسلامي برد المبلغ إلى صاحبه دون تردد، في تصرف نبيل لم يكن يتوقع أن يحقق هذا الصدى.
وروى الشيخ شريف إبراهيم الإمام ، الإمام بوزارة الأوقاف بمحافظة الجيزة، والذي بدأ العمل بها منذ أكثر من عشرين عاما، تفاصيل الواقعة، في حوار لبوابة "دار الهلال"، التي على إثرها وجه له الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، رسالة شكر، أعلن خلالها منحه لقب الإمام المثالي، قائلا له: "أنت نموذجٌ مشرفٌ وإنسانٌ مثاليٌّ، ضربت مثلا رائعا في الالتزام بالخلق القويم، وفي العمل بما تدعو الناس إليه، فالتأثير بالتطبيق والعمل أبلغ وأعمق من التأثير بالقول والكلام، وموقفك هذا أبلغ من ألف خطبة عن الأمانة".
ومن المرتقب أن يستقبل وزير الأوقاف الإمام المثالي، في مكتبه، يوم الإثنين من الأسبوع القادم، لتكريمه وتقديم درع وزارة الأوقاف إليه، مصحوبة بشهادة الإمام المثالي، تقديرا لتصرفه النبيل، وأخلاقه الرفيعة، وإلى نص الحوار:
كيف بدأت واقعة المبلغ الخطأ واستقبال مبلغ ربع مليون جنيه إلى حسابك الشخصي؟
في مساء يوم الأحد الماضي، تلقيت رسالة على الهاتف من البنك الذي أتعامل معه، نصها أنه تمت إضافة مبلغ 264 ألف و500 جنيه إلى حسابي الشخصي، عن طريق شيك بني يحمل رقم معين، وأنا ليس لي تعاملات بنكية نهائيا قد تحمل هذا المبلغ، وبالتالي تأكدت أن هذا التحويل جاء عن طريق الخطأ.
وفي اليوم التالي توجهت مباشرة إلى فرع البنك، وأبلغتهم بهذه الرسالة، فقالوا لي إن التحويل تم بالفعل وإذا كنت أرغب في سحب المبلغ يمكنني سحبه، لكنني قلت لهم إن هذه الأموال ليست من حقي وليست لي، فقالوا لي كيف ذلك، فأبلغتهم أن هذه الرسالة وصلت لي وأنا ليس لي أي تعاملات في البنك وأن هذا التحويل جاء عن طريق الخطأ، ومنها توصلوا إلى رقم الشيك والجهة التي أصدرته، وهي شركة خاصة.
وماذا حدث بعد ذلك؟
تأكدت حينها أن التحويل جاء عن طريق خطأ في رقم الحساب المرسل إليه المبلغ، وبالتالي تحول المبلغ إلى حسابي، فطلبت من البنك رد المبلغ من حسابي إلى حساب المرسل مرة أخرى وتلقيت رسالة بعد ذلك بخصم المبلغ من حسابي إلى حساب الراسل.
هل تواصلت تلك الشركة معك بعد ذلك؟
لم يتم أي تواصل بيني وبين الشركة.
وكيف كانت ردود الفعل بعد نشرك للواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
تلقيت اتصالات من مديرية الأوقاف بالجيزة للإشادة بالموقف، بأن ذلك عمل طيب وأن الداعية ينبغي أن يكون عاملا قبل أن يكون متكلما، كما تلقيت رسالة من محافظ الجيزة بتكريمي، وكذلك أصدر وزير الأوقاف رسالة شكر لي ومن المرتقب أن يكرمني في مكتبه بالوزارة يوم الإثنين المقبل.
هل كنت تتوقع حدوث رد فعل كذلك بعد الواقعة؟
أبدا، لم أتوقع حدوث أي رد فعل على الواقعة، والمنشور الذي كتبته على حسابي الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كان من باب تبرئة الذمة، بأني تلقيت مبلغ كبير لا يستهان به وهذا المبلغ لا يخصني، وأن ما قمت به هو الواجب الذي من المفترض أن يقوم به أي إنسان، فكل شخص إذا جاء له شيء ليس له لا بد أن يردها لأصلها أو لصاحبها، فأنا موظف وبالتأكيد الذي أرسل لي مثل هذا المبلغ موظف، بالتأكيد إذا اكتشف خطأ إرسال هذا المبلغ الكبير في جهة خاطئة بالتأكيد سيتضرر بشكل كبير وقد يفصل من عمله ويتعرض لأزمة كبيرة، فكان تصرفي نابع من واجب أخلاقي وديني، وكتبت ذلك على صفتي الخاصة ونشرت صورة الرسالة البنكية بإضافة المبلغ، والصورة الأخرى بخصم المبلغ.
متى بدأت في العمل بالأوقاف؟
أنا تخرجت في جامعة الأزهر، وحصلت على دبلومة من المعهد العالي للدراسات الإسلامية، والتحقت بوزارة الأوقاف كإمام وخطيب في عام 2003، وحاليا أعمل كإمام لمسجد الأربعين في قرية المناشي البلد في الجيزة.