خلال سباق الانتخابات الرئاسية 2024، تحوّل موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا) إلى ساحة للنقاش والجدل بين أنصار الرئيس دونالد ترامب، ومنافسته كامالا هاريس.
ولكن بعيدًا عن هذا الجدل بين المستخدمين، لعب إكس دورا كبيرًا في نجاح ترامب في حسم المعركة، وهو ما يوضح التحوّل الكبير في علاقة الرئيس الأمريكي الـ47 بالتطبيق، الذي هاجمه في وقت سابق.
وكانت مجلة «Live mint» الهندية، قد اتهمت ترامب باستغلال منصات التواصل الاجتماعي في تصوير نفسه على أنه شخص من الخارج جاء ليتحدى المؤسسة السياسية، وينتصر للحق، وهو ما لقى ردود فعل إيجابية من الناخبين الذين شعروا بالإحباط من السياسة التقليدية في عهد جو بايدن.
وأوضح محللون أن خطة ترامب نجحت بالفعل، خاصة أنه ركز على شعارات حملته القوية مثل «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، وهو ما ولّد شعوراً بالحاجة إلى ترامب وسط صرخة من أجل الإنعاش الاقتصادي.
وعلى الجانب الآخر، فإن علاقة ترامب مع تطبيق إكس اتسمت بعدم الاستمرار على نفس الوتيرة، فخلال فترة ولايته الأولى، اعتاد ترامب على استعمال تويتر للتواصل المباشرة مع الرأي العام الداخلي والخارجي، من خلال سلسلة من التغريدات التي حملت توجهاته وأجندته وقرارات وأوامره التنفيذية.
وفي عام 2021، قرر تطبيق تويتر إغلاق صفحة ترامب نهائيا بسبب "خطر المزيد من التحريض على العنف"ـ ووقتها اتهم ترامب الموقع بما وصفه بالتآمر لإسكاته، مضيفا أنه سينظر في بناء منصته الخاصة، بعد إيقاف حسابه نهائيا.
وبعد إغلاق صفحته، قام ترامب بعد بنشر تغريدة مستخدما الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة. لكنه تم حذف التغريدات سريعا.
وقال موقع تويتر إن "استخدام حساب آخر في محاولة للالتفاف" على حسابٍ تم سابقا تعليقه هو أمر "مخالف لقواعدنا".
ولكن الأمر لم يستمر طويلًا، ففي العام التالي أعلن رجل الأعمال الأميركي، إيلون ماسك، الذي أتم صفقة شراء تطبيق "تويتر" مقابل 44 مليار دولار، أنه أنه سيلغي حظر ترامب من موقع التغريدات القصيرة الشهير، معتبرا أن الحظر كان خطأً"، وأنه "كان قرارا غبيا من الناحية الأخلاقية"، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وفي حملة الانتخابات الأمريكية 2024، قدم ماسك مساهمات مالية كبيرة تجاوزت 100 مليون دولار، لدعم حملة ترامب، إذ وقد تعهد بالتبرع بمليون دولار يوميًا لمناصرة الناخبين المؤيدين لترامب، إضافة إلى ظهوره شخصيًا إلى جانب ترامب في الحملة.