الأحد 19 يناير 2025

تحقيقات

هل تتحقق مخاوف العالم من فترة حكم ترامب الجديدة؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح| خاص

  • 6-11-2024 | 15:12

دونالد ترامب

طباعة
  • أماني محمد

تأتي عودة الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى في فترة رئاسية جديدة لتثير العديد من الأسئلة بشأن تعاملاته مع القضايا الراهنة والمتعددة للإدارة الأمريكية في الداخل الأمريكي وفي العالم، بعد أن كانت فترة رئاسته الأولى منذ 2016 وحتى 2020 حافلة بالقرارات والأحداث فيما يخص السياسة الخارجية الأمريكية وتعاطيها مع عدة ملفات عالميا ومنها القضية الفلسطينية والعلاقات مع روسيا والصين وأوروبا.

وخلال حملته الانتخابية تعهد ترامب بالعديد من بالتعهدات بإعادة النظر في عدة قضايا على رأسها التحالفات الأمريكية مع العالم وكذلك قضايا المهاجرين والحدود، وتأكيده الدعم المطلق لإسرائيل وأمنها.

إدارة ترامب

ويرى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا مرة أخرى للولايات المتحدة، جاء لعاملين أساسيين، أولهما الجانب الداخلي الأمريكي وقضايا الاقتصاد على وجه الخصوص باعتباره رجل اقتصادي وله خبرات، وكانت فترته السابقة نوعا ما فترة ازدهار، على عكس إدارة الرئيس الحالي جو بايدن التي شهدت مشكلات عديدة من بينها التضخم، رغم حدوثه بسبب عوامل خارجية أثرت فيه.

وأوضح في تصريحات لبوابة دار الهلال، أنه من وجهة نظر الناخب الأمريكي فهناك معدلات من التضخم والبطالة مرتفعة وتحتاج للتعامل معها، مشيرا إلى أن العامل الثاني وراء اختياره هو فكرة الهجرة، لأن فترة بايدن لم تشهد تقنينا لعملية الهجرة، وزاد عدد المهاجرين وهو ما أثر على الوظائف وطبيعة العمل في الولايات المتحدة، لذلك اختار الناخب الأمريكي ترامب وفقا لذلك.

وأشار إلى أن هناك عدد من العوامل المساعدة منها الحرب على غزة والحروب في لبنان وغيرها، وسوء الإدارة من جانب بايدن للمسألة في مقابل وعود من جانب ترامب بإنهاء الحرب، مؤكدا أن ترامب من زاوية الخبرة رجل اقتصادي يميل إلى الصفقات ولا يميل إلى الحروب ويمكن الخبرات السابقة فترة رئاسته كانت تشير لذلك، فهو يميل إلى تخفيض التوترات الموجودة في مناطق كثيرة في العالم.

وأكد سلامة أن مخاوف الأطراف المختلفة في العالم قائمة، لكنه الوضع الحالي مظلم في عدة أنحاء، لذلك يجب الأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها إيران وكذلك العلاقة الوثيقة بين ترامب ونتنياهو، وهي كلها يجب أن تؤخذ في الاعتبار، لذلك قد يعمل ترامب على صفقة تضمن أمن إسرائيل، وهو ما يثير مخاوف في المنطقة العربية، لأن أي مكاسب لإسرائيل هي خسائر للأطراف الأخرى، قد يحاول ترامب أن يجعلها مكاسب للجميع لكن الدول العربية ككتلة يجب أن تكون لها استراتيجية واضعة للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة في ضوء رئاسة ترامب.

وشدد على أنه يجب مراعاة أن رئاسة ترامب للبيت الأبيض في 2016 ليست بالضرورة ستكون نفسها في 2024، لأن هناك الكثير من المستجدات التي حدثت وتطورات مختلفة مع إعادة توزيع لهياكل القوة، وظهور أطراف عالمية كل ذلك جعل الولايات المتحدة لا تنفرد بالمشهد العالمي مثلما كان حادثا في 2016.

وأضاف أن هناك مخاوف أوروبية أيضا من ترامب الذي قد يعيد النظر في أمر حلف الناتو والدعم الأمريكي له، حيث قال إن الأمر يكلف الميزانية الأمريكية مبالغ كبيرة وأنه لن يدفع لهذا الحلف أي تكاليف، وهو أمر يتعامل معه بمنطق الصفقة، لذلك فالصفقات مسيطرة على كل تعاملات ترامب، وهو الأمر نفسه بالنسبة لأوكرانيا، فلن يقدم نفس الدعم اللامحدود، وقد يصل لصفقة تسوية في ضوء علاقته الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قد لا تكون مرضية بالنسبة للرئيس الأوكراني زيلينسكي.

ولفت إلى أن هناك نمط جديد من السياسات الخارجية الأمريكية التي تعتمد على المساومات والمفاوضات على خلاف ما كانت عليه الإدارة السابقة، وهو ما سيثير المخاوف عند أوروبا لأنه ينتهج دبلوماسية غير تقليدية، يميل أحيانا لمسألة الصدمات المفاجآت، مؤكدا أن ترامب أيضا يتسم بأنه يتكلم أكثر مما ينفذ، فقد يصدر تصريحات ووعود لا يستطيع تنفيذها، كما أن عام 2024 -2025 ليس كما كان في 2016 لذلك لا يمكن أن نراهن أن نفس الإدارة السابقة لترامب ستتكرر وأن استنساخ حكمه السابق غير وارد.

ولفت إلى إنه قد يتقارب في التحركات والطريقة في التعامل لكن استنساخ الحكم مرة أخرى ليس صحيحا، وكذلك بالنسبة للمنطقة العربية فهناك قوى فاعلة في المنطقة على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وهذه تمتلك أدوات ضغط وقدرات يجب أن تتوظف، بما يخدم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

الاكثر قراءة