رأت مجلة "بولتيكو" إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية يعيد تشكيل العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية ويعزز التحالف بين نتنياهو وترامب في مواجهة التحديات الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بإيران وحلفائها في المنطقة.
وأشارت المجلة الأوروبية في تقرير اليوم إلى أن هذا التحالف قد يفتح أمام إسرائيل مزيدًا من الفرص لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، لكن في الوقت نفسه، قد يشهد العالم مزيدًا من التوترات في الشرق الأوسط في ظل التغيرات المتسارعة في السياسة الدولية.
وذكرت أنه في خطاب فوزه في الانتخابات، قال الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عبارته الشهيرة: "لن أبدأ الحروب، سأوقف الحروب". لكن بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشركائه في الائتلاف اليميني، يبدو أن هذا التصريح قد لا ينطبق على الصراعات الدائرة في غزة ولبنان. إذ أن الهدف الأكبر بالنسبة لهم هو إيران، وهي الدولة التي لطالما كانت في قلب استراتيجية نتنياهو للشرق الأوسط.
وألمحت المجلة أنه منذ فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، تسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي للتقرب منه، آملاً أن يساعده في تنفيذ خططته الكبرى لإعادة تشكيل المنطقة. وفي هذا السياق، يأمل نتنياهو في أن يدعمه ترامب في استراتيجيته التي تستهدف تغيير القيادة الإيرانية، والتي يراها تهديدًا لأمن إسرائيل وللمنطقة ككل.
وكان ترامب قد اعتمد في فترة رئاسته السابقة سياسة "أقصى الضغوط" ضد إيران، وهي السياسة التي وجد فيها نتنياهو حليفًا قويًا له.
ووفقًا لمستشاره السابق ناداف شتراوشلر، فقد كان فوز ترامب بمثابة انتصار شخصي لنتنياهو، حيث قال: "بنيامين استفاق وهو يبتسم بعد فوز ترامب، لأنه يعلم أن لديه صديقًا في البيت الأبيض، وهو ما يمكن أن يغير العديد من الأمور، وأهمها السياسة تجاه إيران".
ووفقا للمجلة ، فإن العلاقات بين نتنياهو وترامب لم تكن دائمًا سلسة. ففي نوفمبر 2020، أغضب نتنياهو ترامب عندما كان أول زعيم أجنبي يتصل بجو بايدن لتهنئته بفوزه في الانتخابات الأمريكية. وقد وصف ترامب لاحقًا هذا التصرف بـ "الخيانة"، واتهم نتنياهو بعدم الوفاء. كما أن ترامب كان قد أعرب عن غضبه بسبب انسحاب إسرائيل من العملية المشتركة لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020، مما زاد من التوترات بين الجانبين.
ورغم هذه الخلافات، سعى نتنياهو جاهدًا لإصلاح العلاقات مع ترامب، معتمدًا على المكالمات الهاتفية اليومية التي كان يتفاخر بها ترامب في حملاته الانتخابية. ففي أحد التجمعات، قال ترامب: "بنيامين اتصل بي يوم أمس، وأتصل بي كل يومين.. إنه يريد سماع آرائي حول الأمور".
وأشارت المجلة إلى أن ترامب، الذي سبق وانتقد إدارة بايدن لرفضها دعوات إسرائيلية لضرب المنشآت الإيرانية ردا على الهجمات الصاروخية الإيرانية، يبدو أكثر دعمًا لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
فقد دعا ترامب إلى "إنهاء المشكلة" مع حماس، مشيرًا إلى أن إسرائيل يجب أن تواصل العمليات العسكرية حتى يتم القضاء على حركة حماس بشكل نهائي.
كما أن العديد من النواب في حزب الليكود اليميني، وحلفاؤهم في الائتلاف الحكومي، يدفعون باتجاه استمرار الحرب دون هوادة حتى تدمير حماس. وتجاهلوا تمامًا المطالب الأوروبية والأمريكية بوجود "خطة ما بعد الحرب" تشمل التفاوض على حل سياسي في غزة.
وعلى الرغم من موقفه الحازم في إيقاف الحروب، إلا أن ترامب يبدو منفتحًا على المزيد من التعاون مع إسرائيل، ما يمنح نتنياهو فرصة لإتمام رؤيته الإقليمية. وهذه الرؤية تتضمن أيضًا استراتيجيات في لبنان، حيث يسعى نتنياهو إلى تعزيز موقعه هناك.
لكن، كما أشار مسؤول إسرائيلي كبير، فإن "ترامب لا يتبع سياسة ثابتة، فهو دائمًا يضع مصالحه الشخصية أولاً، وهو غير قابل للتنبؤ به". ومع ذلك، فإن "تفكير ترامب وحدسه يتوافق أكثر مع نتنياهو مقارنة بما كان عليه الوضع مع بايدن".