حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، سباق البيت الأبيض بشكل سهل نسبيًا مقارنة بعام 2016، ما يمثل انتكاسة أخرى لاستطلاعات الرأي التي كانت تصب بشكل طفيف إلى صالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وبرغم من محاولات الجهات القائمة على استطلاعات الرأي، لمعالجة أوجه القصور حتى تخرج النتائج بشكل مطابق للواقع، إلا أنها تعرضت للانتكاسة مرة أخرى، وهذه المرة بشكل أكبر.
وتتمثل المعضلة هذه المرة، في أن هاريس التي كانت تظهر على أنها صاحبت الحظ الأوفر، خسرت التصويت الشعبي، كما أنها خسرت أيضًا التصويت بالمجمع الانتخابي، في انتكاسة غير مسبوقة لاستطلاعات الرأي.
ففي عام 2016، حين خابت توقعاتها، كان شفيعها أن المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، فازت بالتصويت الشعبي، رغم أن فشلها في التنبؤ بانتصار دونالد ترامب في "المجمع الانتخابي" جعلها موضع الانتقاد.
وفي سباق عام 2020، حين بالغت استطلاعات الرأي في تقدير دعم الرئيس الديمقراطي جو بايدن على حساب دونالد ترامب، الرئيس حينئذ، إلا أن الديمقراطي في الأخير وصل إلى المكتب البيضاوي.
ومع ذلك، الفشل الحاصل في السباق الحالي، بشكل لم يتوقعه أحد، حتى أن الديمقراطيين أنفسهم كانوا يعتقدون أن حسم مرشحته للسباق مسألة وقت فقط لا غير، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، حيث عاد ترامب إلى البيت الأبيض من بوابة "الولايات المتأرجحة"، وربما هو نفسه، لم يكن يتوقع تحقيق ذلك الفوز العريض، جراء ما كانت تشير إليه استطلاعات الرأي.
البيئة الإعلامية تصب لصالح الحزب الديمقراطي
في غضون ذلك، يرفض الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، القول الذي يشير إلى أن استطلاعات الرأي فشلت في توقع نتائج السباق الأخير للانتخابات الأمريكية، الذي انتهى بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويؤكد "عبد العزيز" في حديثه لـ"دار الهلال"، على أن استطلاعات الرأي كانت تظهر درجة كبيرة من تساوي الحظوظ بين المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن ذلك ما أثبته السباق بالفعل؛ لأن الفوارق ليست ساحقة.
واستدرك أن هذا لا ينفي أن المجال الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل عام يؤيد ويتعاطف مع الاتجاهات اليسارية والديمقراطية أكثر من الحزب الجمهوري.
ويوضح الخبير الإعلامي، أن البيئة الإعلامية هناك أكثر ميلًا للحزب الديمقراطي، ورغم ذلك معظم استطلاعات الرأي كانت تشير إلى صعوبة توقع اسم الفائز، وهذا على عكس ما حصل في عام 2016، حين أخفقت بعض الاستطلاعات في التوقع باسم الفائز، وعززت من حظوظ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
أما هذه المرة، أكدت استطلاعات الرأي على تساوي الحظوظ، ولكن نظرًا لأن المجال الإعلامي موالي للديمقراطيين على حساب الجمهوريين، يتم التركيز على الاستطلاعات التي تظهر تقدم المرشح الديمقراطي بشكل عام، بحسب "عبد العزيز"، الذي أكد على أن استطلاعات الرأي ليست متورطة في هذا الأمر بشكل كبير، حيث أن بعضها كان يشير إلى تقدم المرشح الجمهوري.
ويؤكد على أن استطلاعات الرأي خلال الـ60 سنة الماضية، أدت عملها بشكل إجمالًا إيجابي، وفي كثير من الأحيان ساهمت في إيضاح الحقائق، مشيرًا في السياق ذاته، إلى أن ما زالت مؤشر يمكن الاعتماد عليه في تقييم الحالة السياسية.