تقريبًا لا يكاد يخلوا منزل من مريض بـ"السكري"، ذاك المرض الذي يُقال عنه:"صديقك إن صادقته.. عدوك إن عاديته"، وفي الآونة الأخيرة نشرت العديد من الدراسات العملية، التي حققت نجحت ملحوظ في معالجة هذا الداء، بشكل يبعث الأمل في نفوس المرضى، خاصة أنه يمكن ترجمة ذلك إلى علاجهم، في المستقبل.
علاج الخلايا الجذعية
مؤخرًا، شُفيت امرأة صينية مصابة بمرض السكري من النوع الأول بفضل علاج جديد يعيد تشكيل الخلايا المستخرجة من جسم المريضة نفسها، حيث نجح العلاج في تحويل هذه الخلايا إلى خلايا جذعية مخصصة تم استخدامها بعد ذلك لزراعة مجموعات من "الجزيرات"، وهي خلايا منتجة للهرمونات في البنكرياس والكبد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الجسم.
وليست تلك هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن علاج السكري بالخلايا الجذعية، بل الأمر معروف على صعيد واسع، لكنه يحتاج إلى مزيد من العمل لتطويره، حتى يتم الموافقة عليه بالنسبة للمرضى.
لماذا الخلايا الجذعية؟
حتى نجيب عن ذلك، لا بد أن نعلم أن خلايا "بيتا" في البنكرياس السليم، تعمل على إفراز الأنسولين الذي يتحكم في مستوى السكر في الدم، ويتم الحفاظ علي خلايا بيتا عن طريق التجدد والانقسام المستمر.
لكن هذا التوازن يفقد عند مريض السكري، ومن هنا تكمن أهمية استخدام الخلايا الجذعية في إيجاد علاج جذري لمرض السكري من خلال تحول هذه الخلايا إلى خلابا "بيتا" المفرزة للأنسولين داخل البنكرياس، وذلك وفق موقع "الطبي".
إعادة الخلايا عن طريق العلاج بالكهرباء
أظهرت دراسة جرى عرضها خلال فعاليات الجمعية الأوروبية المتحد لأمراض الجهاز الهضمي، أكتوبر الماضي، إمكانية علاج مرض السكري عبر تقنية تعرف بـ"إعادة الخلايا عن طريق العلاج بالكهرباء"، مع دواء "سيماجلوتايد"، ما أدى إلى التخلص من الحاجة إلى الأنسولين لدى 86 بالمئة من المرضى المشاركين في الدراسة.
في الشق الأول من العلاج المتعلق بالكهرباء، يتم استخدام نبضات كهربائية قصيرة لفتح مسام الخلايا بشكل مؤقت، مما يسمح بإعادة بناء أنسجة معينة داخل البنكرياس، العضو المسؤول عن إنتاج الأنسولين في الجسم، وهو الهرمون الضروري لتنظيم مستوى السكر في الدم.
والشق الثاني المتعلق بـ"سيماجلوتايد"، فهو دواء يستخدم بالفعل في علاج السكري من النوع الثاني، وخفض الوزن عند المصابين بالسمنة، إذ يعمل على تحفيز إفراز الأنسولين وتقليل الشهية، مما يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم.
ومع دمج الشقين مع بعضهما البعض، يمكن أن يؤدي إلى تحسين وظائف البنكرياس، وتقليل اعتماد الجسم على الأنسولين الخارجي، وفق الدراسة.
وبفعل العلاج، استغنى 86 بالمئة من المرضى الذين تلقوا هذا العلاج بالكامل عن الأنسولين، ما يعني أن المرضى يمكن أن يعتمدوا بشكل أكبر على قدرتهم الذاتية لإنتاج الأنسولين، دون الحاجة إلى الحقن المستمر.
تعزيز الخلايا المنتجة للأنسولين
في يوليو الماضي، نجح فريق من العلماء الأمريكيين في تطوير دواء جديد؛ لعلاج مرض السكري، وذلك من خلال تعزيز الخلايا المنتجة للأنسولين بنسبة 700 بالمئة.
وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء من مستشفى"مونت سيناي" بمنهاتن، ومركز الأبحاث السريرية، زيادة كبيرة في الخلايا المنتجة للأنسولين بنسبة 700 بالمئة على مدار ثلاثة أشهر فقط، ما أدى إلى عكس المرض بشكل فعال.
ويجمع ذلك العلاج بين عقارين الأول "الهارمين" وهو جزيء طبيعي موجود في بعض النباتات، ويعمل على تثبيط إنزيم يسمى DYRK1A الموجود في خلايا بيتا، والثاني هو ناهض مستقبلات "GLP1".
وقد تبين للعلماء أن هذا المزيج العلاجي في الجسم الحي عزز زيادات كبيرة في كتلة خلايا بيتا البشرية المزروعة في الفئران المصابة بمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، ونمت الخلايا المنتجة للأنسولين داخل الجسم خلال ثلاثة أشهر فقط، وتم الحفاظ على حالة التعافي حتى بعد توقف العلاج.