الخميس 21 نوفمبر 2024

بورتريه الهلال

عبد الرحمن الشرقاوي.. كلمات من نور وزاد مذخور

  • 10-11-2024 | 15:41

عبد الرحمن الشرقاوي

طباعة
  • بيمن خليل

شخصية أدبية بارزة في تاريخ مصر، على الرغم من دراسته القانون وعمله كمحامٍ، إلا أن شغفه للكلمة كان أقوى في قلبه، كانت الكلمة سلاحه، وقلمه أداة دفاع عن القضايا العربية والإنسانية، فهو ظاهرة ثقافية، جمعت بين الوعي السياسي والحس العميق الرقيق والجريء في آن واحد، عند كتابة مسرحياته، لم يكن يكتبها على ورق بل كان ينحتها في التاريخ على صخور ملاحمه الإنسانية الخالدة، في مسرحية «الحسين ثائرًا»، جسد روح الثورة ضد الظلم، وفي «مأساة جميلة» صور نضالًا من أجل الديمقراطية، من خلال مشاركته في كتابة فيلم «الرسالة»، أظهر عمق فهمه للتاريخ الإسلامي وقدرته على تقديمه بشكل معاصر، إنه أديب الكلمة عبد الرحمن الشرقاوي، الكاتب والصحفي والمفكر الإسلامي الذي كان وما زال رمزًا للكاتب الذي أدرك الكلمة ومعناها.

ولد عبد الرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر عام 1921م بقرية الدلاتون في محافظة المنوفية شمال القاهرة، حيث تلقى تعليمه الأول في كُتّاب القرية، ثم واصل مسيرته التعليمية في المدارس الحكومية، حتى تخرج في كلية الحقوق عام 1943م.

استهل الشرقاوي حياته المهنية محاميا، لكن شغفه بالكتابة دفعه لترك المحاماة والتوجه نحو الصحافة، بدأ العمل بمجلة الطيعة، والفجر، وعقب ثورة 23 يوليو انضم لجريدة الشعب، ومنها إلى الجمهورية.

تدرج في المناصب الصحفية حتى تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، ثم انتقل للعمل في جريدة الأهرام، كما شغل عدد من المناصب الأخرى، منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الإفريقي وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب.

تأثر الشرقاوي بالحياة الريفية فاتخذ من القرية المصرية مصدر إلهامه، وتجلى ذلك بوضوح في روايته الأولى «الأرض» التي تعد أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، وقد حولها المخرج يوسف شاهين إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم عام 1970م.

في رواية «الأرض»، التي صدرت عام 1954، صور الشرقاوي الفلاح المصري رمزًا للصمود والنضال ضد الظلم والاستغلال من الاحتلال الإنجليزي، حيث جسد حكايات مفعمة بالبطولة والمقاومة، أشعلت ملحمة الفلاحين بقيادة شخصيات مثل محمد أبو سويلم وعبد الهادي، وصيفة ومحمد أفندي، الشيخ يوسف والعمدة، وهي شخصيات حقيقية أكثر من كونها روائية، وقد جسدها الكاتب لتقديم رؤية جديدة للرواية العربية.

امتد إبداعه ليشمل روايات أخرى مثل "قلوب خالية" (1956)، و"الشوارع الخلفية" (1958)، و"الفلاح" (1967). كما أثرى المسرح العربي، بمسرحياته عديدة، مثل "الحسين ثائرا"، و"الحسين شهيدا"، و"مأساة جميلة" عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، و"الفتى مهران"، و"النسر الأحمر"، و"أحمد عرابي". وشارك في كتابة سيناريو فيلم "الرسالة" بالاشتراك مع الكُتاب توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار.

كما له عدد من الكتب الإسلامية منها: «محمد رسول الحرية»، «علي إمام المتقين»، و«الفاروق عمر»، «أئمة الفقه التسعة»، «عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء»، «ابن تيمية: الفقيه المعذب»، «الصديق أول الخلفاء»، «قراءات في الفكر الإسلامي».

حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات، كما منحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي، ورحل عن عالمنا في 24 نوفمبر عام 1987.

الاكثر قراءة