أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد العزيز العويشق أهمية أن تخرج القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض بتوصيات تترجم بخطوات عملية لوقف الحرب في قطاع غزة ولبنان، وعودة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
وقال العويشق ـ في مقابلة خاصة مع قناة (السعودية الإخبارية)، اليوم الاثنين ـ "إن هذه القمة مهمة جدا في ترجمة التوافق العربي والاسلامي والدولي الى حلول ومواقف بشأن القضية الفلسطينية واللبنانية، وتهدف إلى متابعة ما تم الاتفاق عليه في القمة غير العادية التي عقدت العام الماضي".
ونوه إلى أن القمة الماضية نجحت في تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير خارجية المملكة العربية السعودية، حيث قام أعضاء اللجنة بزيارة أهم العواصم العالمية لشرح مخرجات القمة مما أدى إلى التوصل لتوافق دولي نتج عنه تأسيس التحالف الدولي لحل الدولتين الذي أعلن عنه في سبتمبر الماضي وعقد الاجتماع الأول في أكتوبر الماضي، والذي يضم حوالي 90 دولة، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف: أن "هذا التحالف توافق على ضرورة حل القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار الفوري والشامل وعودة اللاجئين والمهجرين والنازحين إلى ديارهم، وتوحيد الضفة الغربية وغزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1967"، موضحا أن الولايات المتحدة الامريكية وافقت مرتين على مبادرة السلام العربية خلال بيانات مشتركة مع دول مجلس التعاون ضمن التحالف الدولي، وأن من أهم ما نجحت فيه القمة الماضية زيادة عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، والتي وصل عددها حوالي 149 دولة، كما نجحت أيضا في زيادة نسبة تصويت الدول لصالح القضية الفلسطينية في قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة.
كما نوه إلى أن قمة الرياض التي انعقدت العام الماضي نجحت في استصدار ثلاثة قرارات من مجلس الأمن بموافقة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه رغم نجاح قمة الرياض الماضية إلا أن هناك العديد من التحديات، على رأسها استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية، خاصة في شمال غزة التي تواجه الآن خطر المجاعة.
وتابع: أن "أبرز المعوقات التي وقفت حاجزا دون التوصل إلى حلول لوقف العدوان على قطاع غزة و جنوب لبنان ووقف التصعيد العسكري الذي أضر بالمنطقة بأكملها، هي الأطراف المتطرفة في إسرائيل، بما فيهم الحكومة الحالية التي ترى أن الحرب الحالية توفر لها فرصة للتوسع للقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، فضلا عن وجود بعض الأطراف في المنطقة التي ترى في استمرار الحرب مصلحة لها، وتستطيع زيادة نفوذها في المنطقة".
ولفت إلى أن هذه الأطراف تشكل أقلية في المنطقة، معربا عن أمله في أن تصل هذه الأطراف إلى قناعة بعد مرور 13 شهرا على الحرب بأنها لن تحقق الأهداف التي تسعى إليها، وأن السلام هو الحل الأمثل.
وشدد على أهمية توحيد الضفة الغربية مع غزة والانخراط في الترتيبات العملية لبسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 67، كما شدد على أهمية تقوية السلطة الفلسطينية وتوحيد الصف لقطع الطريق أمام الأطراف الراغبة في استمرار هذه الحرب.
كما أشار إلى إمكانية ترجمة أي توصيات تخرج من القمة إلى قرار ملزم من مجلس الأمن، وهو مطلب لدول مجلس التعاون بأن يخرج قرار تحت الفصل السابع ليصبح قرارا ملزما ولا يحتاج الي تفاوض مع إسرائيل لإنجازه.
وبشأن فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية ووعده بوقف الحرب حال فوزه، قال العويشق "إن انتخاب ترامب فرصة إيجابية، خاصة وأنها وعد بوقف الحرب ما يشكل ذلك ضغطا على المجتمع الدولي والحكومة الإسرائيلية وادارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء الحرب والتوصل إلي حل في أقرب وقت، سواء في لبنان أو غزة".