تشهد سوق الذهب حالياً تبايناً في آراء الخبراء حول الوقت الأمثل للشراء، خاصة مع التذبذب المستمر في الأسعار وتأثير عدة عوامل اقتصادية وسياسية على السوق، وفي حديث خاص مع الدكتور وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب الأسبق، كشف عن بعض العوامل التي قادت إلى التذبذب الحالي في أسعار الذهب، موضحا بعض النقاط الأساسية التي قد تساعد المواطن على اتخاذ قرار مناسب.
عوامل تؤثر في ارتفاع أسعار الذهب
أرجع الدكتور وصفي أمين ارتفاع أسعار الذهب الأخير إلى قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة بنحو 25 نقطة، ما جعل المستثمرين يتوجهون إلى الذهب كملاذ آمن، مضيفا أن الوضع السياسي المضطرب في الشرق الأوسط، وخاصة النزاعات في غزة ولبنان، أسهمت في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، ومع ترويج أخبار تشير إلى وجود تهدئه، وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تراجعت الأسعار.
استمرارية ارتفاع الأسعار
أوضح وصفي أمين أن الذهب يتميز بصفة استثنائية، حيث أنه نادراً ما ينخفض بشكل حاد، بل إذا انخفض يكون بنسب طفيفة، ومن ثم يعود للارتفاع ويتجاوز مستويات الأسعار السابقة، مؤكدا أن من يملك فائضاً من المال يجب عليه استثمار جزء منه في الذهب سواء على شكل مشغولات ذهبية أو سبائك، مع التحذير من البيع دون ضرورة ملحة، تجنباً للندم في حال ارتفع السعر مرة أخرى.
الذهب كاستثمار آمن
وأشار رئيس شعبة الذهب الأسبق إلى أن الذهب يتميز بسرعة تحويله إلى سيولة نقدية مقارنة بالعقارات التي تحتاج وقتاً أطول للبيع، وهذا ما يجعله ملاذاً آمناً وفعالاً في توفير السيولة عند الحاجة، ولفت إلى توجه الناس في السنوات الأخيرة نحو شراء السبائك والجنيهات الذهبية، لاحتوائها على نسبة مرتجعة من المصنعية عند البيع، مما يخفف من تكلفة الاستثمار فيها.
الفروق في المصنعية وتأثير الاستيراد
وفيما يتعلق بالمصنعية، أوضح وصفي أن الأسعار تختلف بين المصانع وأن المصنعية على الذهب المستورد أعلى من الذهب المحلي نظراً للتكاليف الإضافية المتعلقة بالاستيراد، خاصة للذهب السويسري.
تأثير التحولات في تقاليد شراء الشبكة
وأشار وصفي إلى أن الكثير من الأهالي اتجهوا إلى شراء الشبكة بقيمة مالية محددة بدلاً من حسابها بجرامات الذهب، مما زاد الإقبال على عيار 18 و21، حيث يعتبر الأول خياراً اقتصادياً لبعض الفئات.
تراجع الأرباح من الذهب الخفيف
وحول انخفاض الأوزان في المشغولات الذهبية، صرح وصفي أن الذهب الخفيف غير مربح للتاجر، إذ يعتمد رأس مال التاجر على الذهب وليس الأموال النقدية، وبدء الطلب على الأوزان الخفيفة يبطئ من دورة رأس المال، ولكنه يُعزز من رضا الزبائن، وخاصة المقبلين على الزواج.
التحديات المرتبطة ببيع الذهب المشغول بالأحجار
وعن المشغولات الذهبية المزينة بالأحجار، ذكر وصفي أن هذا الاتجاه تسبب بخسائر لعدد من المصانع، ومن الممكن أن يتلاشى مع الوقت لصعوبة تحقيق مكاسب جيدة منه على المدى الطويل.
وأكد أن شراء الذهب يعد خياراً ملائماً لمن يسعى للاستثمار الآمن وتجنب التضخم، إذ يتوقع أن يستمر الذهب في كونه ملاذاً آمناً ومربحاً على المدى البعيد.