في مشهد فلكي بديع، يشاهد القمر، مساء اليوم، بجانب الحشد النجمي "بلايدس"، أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، وفي الوقت ذاته، يصل كوكب عطار إلى أقصى استطالة، ما يعتبر أفضل فرصة لمشاهدة الكوكب بالعين المجردة.
القمر مقترنًا مع الحشد النجمي
يرى القمر، الليلة، مقترنًا مع الحشد النجمي"بلايدس" (الثريا أو الأخوات السبعة)، حيث يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة طوال الليل حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ويشير مصطلح "الاقتران" إلى اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر، وذلك في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
و"بلايدس"أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، ويقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعلها فرصة جيدة للفلكيين لدراسة ماضي الشمس، فلقد تكونت الشمس من تجمعات مشابهة، بقيت مرتبطة معًا عبر قوى الجاذبية فيما بينها لعدة مئات من الملايين من السنين، ثم انفصلت عن بعضها البعض.
وهذا الحشد، يتكون من عدة مئات من النجوم، ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليها الأخوات السبع، وهي:(ألسيوني، أطلس، إلكترا، مايا، تايجيتا، مروب، سالينو) وتتخذ هذه النجوم شكلًا مصغرًا للمغرفة من كوكبة الدب الأكبر، وتقع جميعها في قطر سبع سنوات ضوئية فقط.
عطارد يصل إلى استطالته العظمى
كما يصل كوكب عطارد، اليوم، إلى استطالته العظمى الشرقية بزاوية تبلغ 23 درجة من الشمس وستكون الأمسيات في غضون أسبوع تقريبًا من هذه الليلة هي أفضل الفرص لمشاهدة الكوكب بالعين المجردة الذي يبلغ لمعانه (−0.3) باتجاه الأفق الجنوبي الغربي بسماء الوطن العربي، بحسب الجمعية الفلكية بجدة.
يشار إلى أن هناك نوعين من الاستطالات - الشرقية والغربية، فعندما يكون عطارد شرق الشمس تكون استطالة شرقية مسائية، وعندما يكون على الجانب الغربي للشمس تكون استطالة غربية صباحية.
علمًا بأن أقصى زاوية استطالة لعطارد تتراوح بين 18 درجة و 28 درجة شرق أو غرب الشمس ويرجع سبب هذا الإختلاف، لأن مدار عطارد حول الشمس ليس دائريًا تمامًا.
مراقبة الظواهر الفلكية
وتعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير تبرز المزيد من التفاصيل.
مع العلم، بأن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة، وتجدر الإشارة إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا.
أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.