يضرب عشاق الفلك والفضاء، خلال الساعات المقبلة، موعدًا مع بزوغ "القمر العملاق"، في ظاهرة فلكية هي الأخيرة من نوعها هذا العام، حيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
القمر العملاق
يرى القمر، مساء اليوم الجمعة، بدرًا كامل الاستدارة، حيث تبلغ نسبة لمعانة 100 بالمائة، وذلك عقب غروب الشمس مباشرة، ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وهذا القمر البدر، يكون "قمرًا عملاقًا"، وهو الرابع على التوالي والأخير هذا العام، حيث سيكون حجمة الظاهري أكبر بحوالي 8 بالمائة، وأكثر إضاءة بحوالي 16 بالمائة عن المتوسط وسيزين السماء طوال الليل، بحسب الجمعية الفلكية بجدة.
و"القمر العملاق" وصف يطلق على القمر البدر عندما تكون المسافة بينه وبين الأرض ضمن 362.146 كيلومتر، وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية "قمر الحضيض" وفي حالة هذا القمر العملاق سيكون على مسافة 361,866 كيلومتر.
وبالرغم من ذلك فإن مصطلح القمر العملاق أكثر "جاذبية" وهو في نفس الوقت يعطي إنطباع خاطئ بأن القمر العملاق سيبدو أكبر بكثير، ولكن في الواقع لا تبدو البدور العملاقة أكبر من البدور العادية التي نراها شهريًا للعين المجرد، وفق فلكية جدة.
ويعد هذا التوقيت من الشهر مثالي؛ لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافًا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس.
وفي غضون الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخرًا بحوالي الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهدًا فقط في سماء الفجر، والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر المكتمل.
وعند القبائل الأمريكية يعرف هذا البدر باسم قمر "القندس"، حيث توضع مصائد القندس قبل تجمد الأنهار، والقندس هو من القوارض المائية التي تعيش في الماء.
كما يُعرف أيضًا باسم القمر المتجمد وقمر الظلام، هذا مع العلم بأن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
فترات القمر
في جميع أحواله، يمر القمر بثمان فترات، يأتي أولها "المحاق" وفي تلك الفترة يظهر القمر بشكل مظلم عند النظر إليه من الأرض؛ وذلك لأن الجزء المضيء يكون في الجانب الآخر الذي يواجه ضوء الشمس.
وعقب "المحاق"، يحل "الهلال"؛ نتيجة لدوران القمر حول الأرض، ويصبح الجانب الذي ننظر إليه من الأرض أكثر إضاءة؛ بسبب أشعة الشمس المباشرة، ثم تأتي "التربيع الأول"، حين يصبح النصف الأيمن من القمر مضيئًا، والجانب الأيسر معتمًا.
وبعد ذلك يحل "الأحدب المتزايد"؛ نتيجة لتعرض أكثر من نصف القمر إلى ضوء الشمس، يلي ذلك مرحلة "البدر"، والتي تحل حين يكون القمر على استقامة واحدة مع الشمس والأرض.
يخلف ذلك مرحلة "الأحدب المتناقص"، وهي عكس الأحدب المتزايد، إذ تتناقص فيه إضاءة القمر، ثم مرحلة "التربيع الأخير"، وهي عكس التربيع الأول، أي يكون الجزء الأيسر من القمر مضيئًا، فيما يصبح الجانب الأيمن معتمًا، ثم تختتم مراحل القمر بمرحلة "الهلال الثاني"، والذي يستمر حتى طور المحاق التالي.
مراقبة الظواهر الفلكية
بشكل عام، تعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير تبرز المزيد من التفاصيل.
مع العلم، بأن عين الإنسان تحتاج لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة، وتجدر الإشارة إلى أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا.
أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.