اشتهر الفنان عبدالمنعم إبراهيم بفصاحة اللسان، وبأدواره التي قدّمها باللغة العربية الفُصحى سواء على خشبة المسرح مثل دوره في مسرحية "حلاق بغداد"، أو في السينما مثل شخصية "الشيخ عبدالبر"، في فيلم إسماعيل يس في الأسطول، علاوة على دوره في فيلم "السفيرة عزيزة".
تعود جذور الفنان عبدالمنعم إبراهيم إلى بلدة ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية، لكنّه ولد في محافظة بني سويف في 24 أكتوبر من عام 1924م، تتلمذ على يد الفنان زكي طليمات، وحصل على بالكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية، ليضمه طليمات بعد ذلك إلى فرقته المسرحية.
عُرف عبدالمنعم إبراهيم - إلى جانب براعته اللغوية - بقدرته على تجسيد شخصية المرأة باقتدار، ولعل أبرزها دوره في فيلم "سكر هانم"، مع الفنانين عمر الحريري وكمال الشناوي وسامية جمال، بالإضافة إلى فيلم "أضواء المدينة" مع الفنانة شادية، والفنان أحمد مظهر.
من أدوار عبدالمنعم الكوميدية، دوره في فيلم "إشاعة حب"، مع الفنانة هند رستم، والفنان الكبير يوسف وهبي، والفنان الكبير عمر الشريف، وقد أبدع في هذا الفيلم بإتقان أصوات السيدات، لا سيما صوت الفنانة هند رستم، بالإضافة إلى دوره في فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة"، بطولة سعاد حسني وحسن يوسف، ودوره في فيلم "بين السما والأرض".
ولعل أبرز أدوار عبد المنعم إبراهيم الخالدة، دوره في فيلم "سر طاقية الإخفاء"، وهو دور البطولة المُطلقة الذي نجح خلاله في تقديم شخصية "عصفور قمر الدين"، الصحفي الذي يستطيع تحقيق عدد كبير من الإنفرادات الصحفية بعد عثوره على طقية الإخفاء، في قالب كوميدي.
ظهر عبد المنعم مدبولي في الكثير من الأدوار الثانوية والمساعدة، وكان له حضور خاص وطاغي فيمجموعة من الأفلام الخالدة رغم مساحة دوره الضيقة، ومنها، "عروس النيل، وبين القصرين، غرام في الكرنك، الرصاصة لا تزال في جيبي" بالإضافة إلى مشاركته في مجموعة من المسلسلات الدرامية ومنها، "محمد رسول الله، زينب والعرش، الشهد والدموع، رحلة السيد أبو العلا البشري"، كما شارك في عدد كبير من المسرحيات منها، "حلاق بغداد، صاحب الجلالة، الست عايزة كده، مقالب عطيات، ميت حلاوة".
عاش عبدالمنعم مدبولي مسيرة فنية غنية بالإبداع، فعلاوة على أعماله الكثيرة، لم يوجد لونًا فنيًا لم يُشارك في تقديمه تقريبًا، وقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م، كما حصل على درع المسرح القومي الذهبي عام 1986م، ورحل عبدالمنعم مدبولي عن عالمنا في مثل هذا اليوم 17 نوفمبر من عام 1987م، بعدما رسم البهجة على وجوه ملايين المصريين والعرب من جماهيره التي ما زالت تشاهد أعماله الفنية الخالدة بذات الحماس والشوق، وتطلق بسمات من القلب لتعلن أن أعماله الذهبية كلما مر عليها الزمن زادها بريقًا وأصالة وحضور.