شددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "إنجر أندرسون"، على وجوب أن تنخفض انبعاثات غاز الميثان بسرعة لإتاحة المجال للسيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري"، بعد أن كشف تقرير جديد أصدره البرنامج في مؤتمر المناخ (كوب 29) في باكو، أن نظاما متطورا يكتشف تسريبات كبيرة من الميثان أرسل- على مدار العامين الماضيين- 1.200 إخطار إلى الحكومات والشركات، وتم الرد على 1% فقط من هذه الإخطارات.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة فإن انبعاثات الميثان التي يسببها الإنسان مسؤولة عن نحو ثلث الاحترار الحالي للكوكب. والحد من هذه الانبعاثات هو الطريقة الأسرع والأكثر فعالية من حيث التكلفة لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى القريب، وهو ضروري لتجنب الأضرار المناخية الخطيرة.
وذكر البرنامج الأممي، في تقرير، أن ثلاث صناعات تتسبب في غالبية الميثان الذي يسببه الإنسان: الزراعة والنفايات والوقود الأحفوري. يساهم تعدين الفحم بنسبة 12 في المائة من الانبعاثات في صناعة الوقود الأحفوري، بينما يمثل استخراج ومعالجة وتوزيع النفط والغاز 23 في المائة.
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن حوالي 20 في المائة من الانبعاثات في قطاع النفايات تأتي من مياه الصرف الصحي ومدافن النفايات. وحوالي 32 في المائة من الانبعاثات في القطاع الزراعي تأتي من رعي الماشية والسماد الطبيعي، و8 في المائة تأتي من زراعة الأرز.
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإنه في الوقت الحالي، هناك ما يقرب من 2.5 ضعف كمية الميثان في الغلاف الجوي، مما كانت عليه خلال أوقات ما قبل الصناعة، وقد ارتفعت الانبعاثات في السنوات الأخيرة.
وبحسب البرنامج الأممي، في حين أن الميثان يعتبر "غازات دفيئة عدوانية"، إلا أنه في الواقع أسهل في الحد منه من ثاني أكسيد الكربون- وهو الغاز المعروف بأنه يحبس الحرارة- لأن عمر الميثان أقصر في الغلاف الجوي.
وأشارت العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن المرصد الدولي لانبعاثات الميثان الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة للبيئة و"نظام مارس" عالي التقنية، يستخدمان الذكاء الاصطناعي وبيانات الأقمار الصناعية للكشف عن انبعاث الغازات ومساعدة الصناعة والبلدان على تحديد الانبعاثات الكبيرة والتعامل معها.
وفي السياق.. قالت "أندرسون": "يجب على الحكومات وشركات النفط والغاز التوقف عن التظاهر بالتعامل مع هذا التحدي، في حين أن الإجابات تحدق في وجوههم. وبدلا من ذلك، يجب عليهم أن يدركوا الفرصة الكبيرة المتاحة والبدء في الاستجابة للإنذارات من خلال سد التسريبات التي تطلق غاز الميثان، الذي يؤدي إلى الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. فالأدوات جاهزة والأهداف محددة - والآن حان وقت العمل".
وسلط تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الضوء على أمثلة للدول والشركات التي قامت بالفعل بالعمل والاستجابة- مما يثبت قيمة الحلول القائمة على البيانات مثل نظام "مارس" لرصد التسرب من الغازات الدفيئة. وفي عام 2024، تحقق المرصد الدولي لانبعاثات الميثان من إجراءات تقليل الانبعاثات الناتجة عن التسريبات الرئيسية في أذربيجان والولايات المتحدة.
وأدت إخطارات نظام "مارس" لرصد التسرب من الغازات الدفيئة، في الجزائر ونيجيريا، إلى اتخاذ إجراءات مباشرة من الحكومات وشركات النفط والغاز لمعالجة تسرب الميثان الكبير.
ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه في حالة نيجيريا، انبعث من التسرب لمدة ستة أشهر غاز ميثان يعادل 400 ألف سيارة تتم قيادتها لمدة عام وكان من الممكن إصلاح ذلك في أقل من أسبوعين ببساطة عن طريق استبدال المعدات المعيبة.