الخميس 21 نوفمبر 2024

الهلال لايت

ميزة اليد اليسرى.. اكتشاف أثري في إنجلترا يكشف أسرار المصارعة قبل 2000 عام

  • 20-11-2024 | 18:30

صورة من الاكتشاف

طباعة
  • إسلام علي

عُثر على مقبض سكين روماني يعود إلى حوالي 2000 عام، يصور مصارعًا يُعرف بـ"سيكتور"، على جدار هادريان في شمال إنجلترا.

يلقي هذا الاكتشاف الضوء على شعبية المصارعين في الثقافة الرومانية القديمة، حتى على أطراف الإمبراطورية، وفقًا لمنظمة التراث الإنجليزي.

اليد اليسرى.. سمة للمهارة القتالية

يعرض مقبض السكين المصنوع من سبائك النحاس، مصارعًا مرتديًا خوذة ودرعًا كبيرًا، ويده اليسرى ممدودة، مما يشير إلى أنه أعسر، ففي العالم الروماني، كانت المهارات القتالية باليد اليسرى تُعتبر سمة مميزة وجالبة للحظ، ويشير التصميم الدقيق إلى أن المقبض قد يمثل مصارعًا حقيقيًا كان يحظى بإعجاب جماهيري.

مكانة المصارعين في المجتمع الإنجليزي

وقالت فرانسيس ماكنتوش، أمينة المجموعات في هيئة التراث الإنجليزي: "هذا الاكتشاف يبرز مكانة المصارعين كرموز ثقافية في المجتمع الروماني، حتى في بريطانيا البعيدة عن قلب الإمبراطورية، وأن المصارعين الناجحين كانوا يُعاملون كالمشاهير، حيث كان لديهم معجبون يقدمون لهم الهدايا، وأحيانًا تتجاوز تلك العلاقة الفوارق الطبقية.

الرمزية والتاريخ

يشير تصوير "السيكتور" على المقبض إلى دوره في مواجهات دموية مع "ريتياريوس"، وهو مصارع يستخدم شبكة وسلاحًا ثلاثي الرؤوس، وبينما كان "السيكتور" مجهزًا بدروع ثقيلة وسيف، كان القتال بين الطرفين يعكس صراعًا متكافئًا مثيرًا للإعجاب بين المهارة والعتاد.

تشير الأدلة إلى أن ثقافة المصارعين لم تكن محصورة في المدن الكبرى مثل روما، بل امتدت إلى أقصى الحدود مثل جدار هادريان، الذي شُيّد في شمال إنجلترا كحاجز دفاعي لحماية الإمبراطورية من القبائل الشمالية.

 كوربريدج الرومانية

عثر على مقبض في بلدة كوربريدج الرومانية القريبة من نهر تاين، والتي كانت تُعتبر مركزًا نشطًا للإمدادات والعيش المجتمعي، وفقًا لموقع منظمة التراث الإنجليزي، كانت البلدة مليئة بالحركة، حيث تزوّد الجنود الرومان بالمؤن والموارد اللازمة.

مكانة المصارعين في عند الرومان  

رغم أن معظم المصارعين كانوا من العبيد والمجرمين، إلا أن من نجحوا في ساحة القتال أصبحوا يتمتعون بمكانة اجتماعية استثنائية، لدرجة أن النساء من الطبقات العليا كن ينجذبن إليهم، ما أدى في بعض الأحيان إلى تجاوز الفوارق الطبقية، فالجاذبية الجسدية والقوة العضلية جعلت المصارعين رموزًا للجمال والقوة، حتى اليوم، لا يزال الاهتمام بهم جزءًا من الثقافة الشعبية، وذلك طبقا لما ذكره موقع edition.cnn.

الاكثر قراءة