انطلقت صباح اليوم الأحد الدورة التدريبية "تطبيقات النظائر المشعة والإشعاع لتحقيق الاستغلال الأمثل للأراضى المتأثرة بالملوحة والجفاف" بالتعاون بين هيئة الطاقة الذرية المصرية والهيئة العربية للطاقة الذرية.
افتتح الدورة الدكتور هداية أحمد كامل نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية للتدريب والتعاون الدولي والدكتور طارق المغربي ممثل الهيئة العربية للطاقة الذرية، والدكتور سليمان محمد سليمان نائب رئيس الهيئة للتدريب والتعاون الدولي الأسبق والدكتور يحيي جلال محمد جلال المنسقين المحليين للدورة.
وذكر بيان صادر عن هيئة الطاقة الذرية أن الملوحة، على مستوى العالم، تعتبر أكثر أشكال الإجهاد اللاحيوي انتشاراً على الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تقليص نمو وإنتاجية العديد من المحاصيل الحقلية المهمة إلى حد كبير، مشيرا إلى أنه في أكثر من 100 دولة تتأثر حوالي 20% من الزراعة بالملوحة، وهذا يعني أن 100 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة تتأثر سلبًا بالتركيز العالي للملح، مما يقلل من نمو المحاصيل وإنتاجيتها.
وأكد البيان أن هناك اتجاها للتملح في جميع أنحاء العالم بسبب ندرة المياه العذبة وتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر، ومع ذلك، يمكن للمحاصيل مقاومة الملوحة، كما أن الممارسات الزراعية المبتكرة يمكن أن تساعد في ضمان الأمن الغذائي.
وأكد البيان أن الملوحة أصبحت الآن تشكل جزءاً لا يتجزأ من بيئتنا، وأننا في حاجة إلى تبني ممارسات علمية جديدة لحماية البيئة والحد من التأثير السلبي للملوحة، ومن أهم هذه التقنيات تطبيقات النظائر المشعة والإشعاع.
وصرح الدكتور طارق المغربي ممثل الهيئة العربية للطاقة الذرية بأن الهدف الأساسي للدورة هو تقديم الخبرات والمعلومات الضرورية لتأهيل الكفاءات المتخصصة من الدول العربية في مجال تطبيقات النظائر المشعة والإشعاع لتحقيق الاستغلال الأمثل للأراضي المتأثرة بالملوحة والجفاف، والإطلاع بشكل عميق على كل ما هو جديد بحثياً وتقنياً في هذا المجال الهام بما يخدم فتح آفاق علمية جديدة للتعاون بين الدول العربية والتي تعاني الكثير منها من الأراضي المتأثرة بالملوحة والجفاف نتيجة التأثيرات من تغير المناخ.
وأوضح الدكتور سليمان محمد سليمان المنسق المحلي للدورة بأنها ستغطي مجموعة من المحاور الهامة والتي تشمل: الإجهادات البيئية غير الحيوية: مقدمة للإجهادات الرئيسة وأثرها في الزراعة، إلى جانب وسائل التغلب عليها واستراتيجيات موائمة المحاصيل مع الظروف المعاكسة، مؤكدا أن التغييرات المناخية والأمن الغذائي والزراعة الذكية: المعضلات، سياسات الأمن الغذائى، العائد البيئى ودور الزراعة الدقيقة، والإدارة الجيدة للتربة، والماء والنبات في ظل ظروف الملوحة والجفاف ونظم الزراعة المستدامة، ونظم الإنتاج الزراعي المرن مع التغيرات المناخية الخطيرة والاجهادات البيئية، والتوجهات الحديثة في مجال استخدام التكنولوجيا الحيوية واللقاحات الميكروبية والتقانات النانوية لمعالجة الآثار السلبية للملوحة والجفاف، والاستغلال الأمثل للنباتات البديلة المقاومة للملوحة والجفاف ذات القيمة المضافة بيئياً واقتصادياً، وحوكمة ملوحة التربة الزراعية: تدوير المياه واستغلالها مع نظم الرى الحديثة والمتطورة، وتحسين مقاومة النباتات للملوحة ذاتيا ( وراثة النبات) أو خارجيا (الهرومونات).
ولفت الدكتور يحيي جلال محمد المنسق الوطني للدورة إلى أنها ستعقد على مدار خمسة أيام، ويحضرها 21 مشاركا من الكوادر من عدة دول عربية بالإضافة لمصر، مشيرا إلى أن البرنامج التدريبي سيشمل محاضرات علمية تغطي الجانب النظري، وكذلك على دروس عملية سواء حقلية أو معملية والتي تشمل زيارة ميدانية لموقع المزارع التجريبية للهيئة بمدينة الفيوم ، والتي تعتبر مثالاً واقعياً على تطبيقات النظائر المشعة على الأراضي المتأثرة بالملوحة والجفاف في مصر.
وأكد أن الزيارة ستشمل تدريبا عمليا على كيفية إدارة المياه والتسميد في الأراضي الملحية، وكذلك كيفية استخدام تقنيات الأشعاع والاستشعار عن بعد.
بدوره، صرح الدكتور هداية أحمد كامل نائب رئيس الهيئة للتدريب والتعاون الدولي بأن المشاركين في الدورة سيحصلون على فرصة للتدريب العملي وهو من أهم ما يميز برامج التدريب في هيئة الطاقة الذرية المصرية ، وسيشمل التدريب العملي بالدورة مجموعة من الاختبارات على التقنيات المستخدمة لزراعة وري الأراضي الملحية بالمزارع التجريبية للهيئة بمدينة الفيوم.