تسعى الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة، ومن خلفها القارة العجوز لمنح "كييف" التي تتعرض لهجوم روسي دفعة ميدانية أخيرة، تحسن بها موقفها الراهن على الأرض قبل أن يعتلي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب زمام الأمور في الـ20 من يناير المقبل، في ظل تعهده بوقف الحرب التي شارفت على دخول عامها الثالث، دون أن يحدد آلية معينة لذلك.
وفي هذه الأثناء، تتزايد المخاوف الأوروبية من تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا مع عودة "ترامب" مرة أخرى إلى البيت الأبيض، الأمر الذي سيوجب عليهم توفير المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية لـ"كييف".
ومرارًا، انتقد "ترامب" سياسة الرئيس جو بايدن الداعمة لأوكرانيا في حرب لا يرى لبلاده التي قدمت عشرات مليارات الدولارات من الدعم أي ناقة ولا جمل فيها، لذا يعتقد على نطاق واسع أنه سيقطع الدعم عنه أو على الأقل سيخفضه.
ومن جانبها، تؤكد أوكرانيا أنها ستهزم أمام روسيا، إذا قطعت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية عنها، لذا فهي ترى الدعم الأمريكى مسألة حياة أو موت لمواصلة القتال.
دفعات ميدانية متلاحقة
في غضون الأيام الماضية، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفها أوروبا، أكثر من دفعة ميدانية لـ"كييف" تستطيع من خلالها توجيه ضربات بمدى أطول ضد روسيا.
وبدأ ذلك عندما منحته الولايات المتحدة الأمريكية الإذن لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمس" بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا، التي قابلت الأمر من جانبها بسلسلة من الإجراءات التصعيدية بغرض وضع خطوط حمراء أمام الدول الغربية.
لكن الدول الغربية لم تكترث لتلك الخطوط الحمراء، حيث سمحت فرنسا لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الفرنسية طويلة المدى ضد روسيا "في إطار الدفاع المشروع".
وفي الجهة المقابلة، تقول روسيا إن أوكرانيا استخدمت صواريخ أمريكية من طراز "أتاكمز"، وأخرى بريطانية من طراز "ستورم شادو" ضد العمق الروسي.
وحذرت من أنها لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وفي حال تصاعدت "الأفعال العدوانية" تقول إنها سترد بقوة موازية.
تحذير روسي
وتهدد روسيا بشكل واضح الدول الغربية التي تقدم الدعم لـ"كييف" باستخدام السلاح النووي ضدها، وذلك بعد التعديلات الأخيرة التي أجرتها على عقيدتها النووية، بشكل يعطي القدرة على تفعيل هذا السلاح في مثل تلك الأوضاع.
وفي غضون ذلك، قال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، اليوم الأحد، إن صاروخ "أوريشنيك" الروسي يمكنه إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، داعيًا أوروبا إلى التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا.
وتابع ميدفيديف -بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء-:"تتساءل أوروبا عن الضرر الذي يمكن أن يسببه النظام أوريشنيك إذا كان مزودًا برؤوس نووية، وما إذا كان من الممكن إسقاط هذه الصواريخ ومدى سرعة وصولها إلى عواصم العالم القديم"، معتبرًا أن لذلك من الأفضل للعواصم الغربية التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا.
وردًا على استخدام القوات الأوكرانية صواريخ "أتاكمس" بإذن أمريكي، أطلقت "روسيا"، خلال الأيام الماضية، صاروخًا باليستيًا فرط صوتي متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" على منشأة عسكرية في الأراضي الأوكرانية.
و"أوريشنيك" هو صاروخ "روسي" باليستي متوسط المدى، لكن سرعته تفوق سرعة الصوت، إذ تبلغ حوالي 10 ماخ، ما يجعل من الصعب اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، وذلك نقلًا عن إعلام روسي.