الجمعة 29 نوفمبر 2024

تحقيقات

جهود لتهدئة النزاع بين حزب الله وإسرائيل.. محللون يكشفون نوايا الاحتلال الحقيقية

  • 25-11-2024 | 19:37

أرشيفية

طباعة
  • إسلام علي

تتجه أنظار القوى الدولية لعقد صفقة وقف اطلاق نار بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وذلك أثر احتدام الصراع بشكل لم يسبق له مثيل من قبل منذ بدء التوغل الإسرائيلي في داخل الأراضي اللبنانية من سبتمبر الماضي، وذلك بسبب ما حدث ليلة أمس من اطلاق حزب الله أكبر رشقة صاروخية مدمرة على شمال ووسط إسرائيل مستهدفا المدن الرئيسية مثل تل أبيب وحيفا وعسقلان فضلا عن بعض القرى والمدن الصغيرة الأخرى. 
وأكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن هناك تقدماً في المفاوضات، لكن بعض القضايا العالقة ما زالت بحاجة إلى حل، لأجل إتمام وقف إطلاق نار بين الجانبين. 

نتائج الدبلوماسية الأمريكية 


أعلن المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأسبوع الماضي عن إحراز تقدم كبير في المحادثات التي أجراها في بيروت وتل أبيب، ما يعزز الآمال في التوصل إلى هدنة خلال أيام.
كما صرح مايكل هرتسوغ، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، أن الاتفاق أصبح قريبا جدا، وأنه سوف يتم خلال أيام، وذلك بمجرد الانتهاء من معالجة النقاط المتبقية، ورغم التقدم في المفاوضات، أثار الحديث عن اتفاق وقف إطلاق النار جدلاً داخل إسرائيل، إذ دعا إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إلى مواصلة العمليات العسكرية لتحقيق نصر حاسم على الجانب اللبناني. 

 
وزير الخارجية السابق: هدف إسرائيل تحقيق مخططاتها التوسعية ولن تلجأ إلى صفقات لوقف إطلاق النار بشكل جدي 


قال وزير الخارجية السابق محمد العرابي، بشأن التهدئة المرتقبة المتوقع عقدها هذا الأسبوع، إن تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية حول وجود بعض العراقيل في التهدئة ليست سوى ذرائع واهية ومفتعلة من الجانب الإسرائيلي، وأضاف أن هذا ليس بالأمر المفاجئ، حيث إن إسرائيل لن تتخلى عن ممارساتها العدوانية سواء على الجانب اللبناني أو الفلسطيني.
وفي تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أوضح العرابي أنه حتى في حال إبرام صفقة تهدئة، فإنها ستُنتَهَك لأن الهدف الأساسي من صفقات وقف إطلاق النار هو كسرها وذلك لكي تفسح إسرائيل المجال أمام جيشها لتنفيذ خططها العدوانية. 
وأكد أن إسرائيل لا تأخذ التهدئة بأي جدية، سواء كانت تهدئة جزئية أو طويلة الأمد، لأن هدفها الرئيسي هو تحقيق مخططاتها التوسعية والعدوانية على حساب لبنان وفلسطين.

 

محمد مرعي: إسرائيل تريد انتهاك السيادة اللبنانية ولا تسعى إلى التهدئة 


قال محمد مرعي، الإعلامي والخبير السياسي بالمركز المصري للدراسات، إن الموقف اللبناني واضح تمامًا ويتمثل في العودة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بجميع تفاصيله، وأوضح أن القرار يتطلب انسحاب حزب الله وجميع الجماعات المسلحة إلى الداخل اللبناني، مع الابتعاد الكامل عن الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وأن تكون الحدود تحت مراقبة الجيش اللبناني بالتعاون مع بعض القوى الدولية، سواء من الجانب الفرنسي أو قوات حفظ السلام الأوروبية.
وأضاف مرعي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن إسرائيل لا تسعى للتهدئة، مشيرًا إلى أن الصفقة الوحيدة التي قد توافق عليها تل أبيب تشمل حقها في انتهاك الأراضي اللبنانية متى شاءت، مع توسيع عملياتها العسكرية داخل لبنان.
وأشار إلى أن رئيس البرلمان اللبناني، بالإضافة إلى جميع القوى السياسية في لبنان، بما في ذلك حزب الله، يرفضون بشكل قاطع أي انتهاك للسيادة اللبنانية من قبل القوات الإسرائيلية.
وتابع مرعي أن التصعيد الأخير، المتمثل في إطلاق حزب الله رشقات صاروخية على شمال ووسط إسرائيل والرد الإسرائيلي العنيف، يأتي ضمن محاولات الطرفين لإلحاق أكبر ضرر ممكن بغية فرض شروط كل منهما على الآخر. 
وشدد مرعي على أن الحل الأمثل للطرفين هو العودة إلى الالتزام بقرار 1701، لافتًا إلى أن حزب الله سبق أن وقع على هذا الالتزام، وأن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن يجب أن يمارس سياسة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بهدنة في الوقت الحالي.


تداعيات الحرب


بدأت المواجهات الشاملة في سبتمبر، عندما شن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة على لبنان، أسفرت عن نزوح أكثر من مليون شخص. 
وعلى الجانب الأخر، تتحدث الحكومة الإسرائيلية إن عملياتها تهدف إلى إعادة عشرات الآلاف من سكان المناطق الشمالية الذين تم إجلاؤهم بسبب هجمات حزب الله الصاروخية، التي جاءت دعماً لحركة حماس مع اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.
وبينما تتركز الجهود الدبلوماسية على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي نص على وقف إطلاق النار وحظر وجود أي قوات مسلحة بخلاف الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني والحدود مع إسرائيل.

الاكثر قراءة