أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن الأوضاع المأساوية بالأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، وما تطرحه من تحديات إقليمية ودولية تسائل الضمير العالمي، وتتطلب تدخلا حاسما، من أجل الوقف الفوري والشامل والمستدام لإطلاق النار.
وقال العاهل المغربي - في رسالة وجهها اليوم الثلاثاء إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني- إن الأمر يتطلب المزيد من العمل الجماعي المشترك لدعم وحماية حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، والاحترام الكامل لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأضاف: "أن تخليد هذا اليوم يأتي في ظل المواجهات المؤسفة التي تشهدها المنطقة، منذ أكثر من عام، واستمرار الاجتياح العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة"، معتبرا أن الأمر يستدعي من العالم بأسره التحرك العاجل والفوري لوقف الحرب، وإلزام إسرائيل بفك الحصار عن القطاع، والسماح بعودة النازحين والمهجرين، في أطار إطلاق عملية إعادة إعمار ما دمرته هذه الحرب.
وجدد العاهل المغربي، الدعوة للمجتمع الدولي، وخاصة الدول المؤثرة في الصراع، إلى إطلاق جهود دبلوماسية مكثفة بدفعة جديدة وفعالة، لإعادة كافة الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات، في طار التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وبناء مستقبل مشترك للأجيال الفلسطينية والإسرائيلية القادمة، في إطار حل الدولتين.
وتابع: "أنه أمام التطورات الميدانية الخطيرة وغير المسبوقة بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، يعرب المغرب عن قلقه العميق إزاء الأوضاع المأساوية الناتجة عن استمرار الاجتياح الإسرائيلي للقطاع".
وأشار إلى أن هذا الاجتياح راح ضحيته، حتى الآن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء العزل، وحرمان الملايين من المواطنين الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية في السكن والغداء والصحة والمياه النظيفة والتعليم والأمن، وكذا دفعهم نحو النزوح والهجرة، بفعل الدمار الهائل والشامل الذي لحق بالبنيات التحتية لهذه المنطقة.
واعتبر الملك محمد السادس أن الإجراءات أحادية الجانب والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة، التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف، تقوض كل جهود التهدئة، وتنسف أي مبادرة دولية لوقف مظاهر العنف والتوتر والاحتقان.
وأشاد العاهل المغربي، بالجهود المخلصة والمتواصلة للجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، مجددا دعمه الكامل للمساعي النبيلة لهذه اللجنة، في سبيل نصرة الحقوق الفلسطينية المشروعة غير القابلة للتصرف، وكذا من أجل المساهمة في الجهود الدولية الهادفة لتحقيق السلام والاستقرار، والتعايش والرخاء لفائدة كل شعوب المنطقة.
وأكد أن انعقاد اجتماع اللجنة يعد مناسبة لتثمين وتشجيع جميع مبادرات المصالحة الوطنية بين الأشقاء الفلسطينيين، بما يخدم مشروعهم النبيل في قيام دولتهم المستقلة.