الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ثقافة

حسن فتح الباب.. الأديب المتجول بين أروقة الشعر والنقد والقانون

  • 27-11-2024 | 08:49

حسن فتح الباب

طباعة
  • همت مصطفى

متعدد المواهب،  شاعرًا، و ناقدًا، وباحثا في القانون الدولي ، ولم يكن باحثًا استراتيجيا فقط، بل كان كل ذلك معا بقوة وفهم عميق، وكان أستاذا في كل هذه المجالات من الإبداع، كان شاعرا متميزا لم يتوقف فقط عند الشعر العربي التقليدي، الذي اعتدناه بل انطلق بكل قوة إلى عالم الشعر الحر، فكان مجددا بكل معنى الكلمة، حتى وصف بأنه من أهم رواد الشعر الحر، ومن أهم كتّاب شعر التفعيلة في مصر،  وآخر رواد شعراء الخمسينيات بالقرن الماضي،  و شهدت تلك الفترة  باكورة إنتاجه الشعري بديوان «من وحي بورسعيد»، ترك بصمة ومكانة متميزة  بين أبناء جيله،  وخاصة بعد ما بلغ رصيده من الإبداع الشعري ثلاثة دواوين، إنه الشاعر والأديب والمفكر حسن فتح الباب.

ولد الشاعر حسن فتح الباب في مثل هذا اليوم 27 نوفمبر 1923م في «حارة المجدلي» بحي شبرا، للموظف الحكومي  فتح الباب حسن، وأم ربة منزل،  واقترن الشاعر برفيقة حياته السيدة ابتسام يوسف، أستاذة الموسيقى، وله ثلاثة أبناء، و ترجع أصول عائلته إلى بلدة منسافيس بمحافظة المنيا.

إشادة من عميد الأدب العربي

كان حسن فتح الباب الأول في مسابقة الأدب العربي لطلبة السنة التوجيهية،  و أشاد بموهبته الدكتور طه حسين والأستاذ أحمد أمين في هذه المسابقة، والتحق «فتح الباب» بكلية الآداب بجامعة القاهرة وقضى عاما دراسيا فيها ثم انتقل إلى كلية الحقوق للجمع بين الآداب والقانون مثل الدكتور محمد مندور.

وواصل رحلته التعليمية حتى حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وقد عمل بعد تخرجه في سلك الشرطة، وكان آخر المناصب التي تقلدها مدير القضاء العسكري بوزارة الداخلية ثم تقاعد بعد ترقيته إلى رتبة لواء.

عمل «فتح الباب» أثناء الوظيفة أستاذًا جامعيا في مجال تخصصه، وأسهم بمحاضراته وكتاباته وشعره خلال فترة عمله بالجزائر أستاذاً للقانون الدولي والعلوم السياسية بكلية الحقوق بجامعة وهران، وفي حركة التعريب وفي النهضة الثقافية والأدبية واختير عضوا منتسبا باتحاد الكتاب الجزائريين.

مؤلفات في الشعر والمسرح والسير الذاتية

ترك حسن فتح الباب، للمكتبة العربية الحديثة  ما يزيد عن 50 مؤلّفا؛ ضمت هذه المؤلفات 21 ديوان شعر، 12 كتاب في النقد الأدبي، ثلاث مسرحيات شعرية، كتاب في أدب الرحلة، كتابان في السيرة الذاتية، كتاب قانون، كتب شرطة، 7 كتب دينية، مختارات شعرية مترجمة من اللغات الأجنبية،  وترجمت العديد من قصائده، ومؤلفات في الحضارة العربية الإسلامية وفي القانون الدولي والعلوم السياسية.

ألف «فتح الباب» الكثير من الدواوين الشعرية منه: «من وحي بورسعيد»، عن دار المنتدى الثقافي بالقاهرة 1957م، «فارس الأمل»  صدرت عن مكتبة الأنجلو المصرية 1965م، «مدينة الدخان والدمى» عن  المؤسسة المصرية للتأليف والنشر 1967م،  «عيون منار»  عن دار النجاح ببيروت 1971م، «حبنا أقوى من الموت» صدر عن الهيئة العامة للكتاب 1975، «أمواجنا ينتشرون» وزارة الإعلام، بغداد 1977م، «معزوفات الحارس السجين»، عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1980م، رؤيا إلى فلسطين » اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1980م، «وردة كنت في النيل خبأتها» المؤسسة التونسية للنشر 1986م، «مواويل النيل المهاجر» إصدار دار الثقافة الجديدة بالقاهرة 1987م «أحداق الجياد »، عن الهيئة العامة للكتاب 1990م، «كل غيم شجر.. كل جرح هلال» الهيئة العامة للكتاب 1993 م، «الخروج إلى الجنوب » الهيئة العامة للكتاب 1998م.

وألف أيضا: «سلة من محار»، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2001م، «أما النهر الساجي فتمرد، البلبل والجلاد» صدرت عن الهيئة العامة للكتاب، «العصافير تنفض أغلالها» صدرت عن قصور الثقافة 2002، «على سلم من هشيم الرياح»  2007م،  «شجرة ورد خلف الشط الآخر» الهيئة المصرية  للكتاب 2008م، «وجوه في الميدان»، «إبداعات الثورة عن قصور الثقافة 2012م «أرقني الشوق إلي العادلين »، و «من وحي ثورة 25 يناير» عن  الهيئة المصرية  للكتاب 2013م، «فوق العاصفة»  عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - 2004.

وألف في المسرح وخاصة في المسرح الشعري حيث قدم  «محاكمة الزائر الغريب»عن  الهيئة العامة للكتاب 1997م ومسرحيتان مخطوطتان: «أوزوريس»، «إخناتون».

كتب حسن فتح الباب في السيرة الذاتية  العديد من المؤلفات منها: .. «أسمى الوجوه بأسمائها»: مكتبة مدبولي 1997م  وهي سيرة ذاتية شعرية متفردة وصريحة تحكي في أجزاء منها، سيرة القصائد ومنابعها وكيف كتبت والمفارقة النادرة بين الشاعر وضابط الشرطة واغتراب الشاعر والأحداث السياسية والاجتماعية في مصر خلال حقبة طويلة.

وألف كتاب «حارة المجدلي»، عن المجلس الأعلى للثقافة 2007م، وهي  في مجال  السيرة الذاتية و متفردة عالميا لأنها سيرة حياة كاملة منذ .البدء في الجذور بالمنيا والمنابع الأولى في حي شبرا «الأحلام والتطورات النفسية والاجتماعية إلى انعكست على الموهبة الشعرية»، و صيغت في قالب شعري

وكتب حسن فتح الباب في أدب الرحلة   ..« تنويعات على لحن السندباد» عن الهيئة العامة للكتاب 2001، الطبعة الثانية مكتبة الأسرة 2006م

مؤلفات  في النقد الأدبي

ومؤلفات حسن فتح الباب في النقد الأدبي: «رؤية جديدة في شعرنا القديم »، عن  دار الحداثة ببيروت 1984م، «شعر الشباب في الجزائر بين الواقع والآفاق» الجزائر  عام  1985م، « شاعر وثورة» (عن أبي القاسم سعد الله رائد الشعر الحر بالجزائر، تونس 1986م.

و« زكريا، شاعر الثورة الجزائرية» عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة 1997م «حسان بن ثابت، شاعر الرسول» عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة 1997م، «محمد الشوباشي » سلسلة نقاد الأدب بالهيئة العامة للكتاب 1997م، «سمات الحداثة في الشعر العربي المعاصر» ضمن سلسلة دراسات أدبية بالهيئة العامة للكتاب 1997م،  «حسن القرشي شاعر الجزيرة العربية »عن الدار المصرية اللبنانية 1997م، «المقاومة والبطولة في الشعر العربى»كتاب الرياض – الرياض 1998م،  «ومضات نقدية في أشعار معاصرة »عن  كتاب الجيل الجديد بالقاهرة 1999م.

«محمد العيد آل خليفة –شاعر الجزائر» الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة 2002، ثورة الجزائر في إبداع شعراء مصر»مؤسسة مفدي زكريا 2005م

التراجم  والنقد الأدبي

وفي مجال في الترجمة من الإنجليزية والفرنسية ألف حسن فتح الباب  كتاب في «الحب والحرية والمقاومة – مختارات من الشعر العالمي»عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يوليو 2003م.

قدم حسن فتح الباب في الموسوعات الأدبية ومنها   «ثورة الجزائر في إبداع شعراء مصر» عن  مؤسسة مفدى زكريا والدار المصرية اللبنانية 2005م، «مؤلفات في تاريخ الإسلام عقيدة وحضارة» صدرت عن  السفارات الثقافية في الدبلوماسية الإسلامية، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1962م، «مقومات القيادة الإدارية في الإسلام » 1962م، «التخطيط والتنظيم في الهجرة »المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1969 م ، «المؤامرات اليهودية من خيبر إلى القدس» مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر 1969م،  «مقومات السفراء في الإسلام»عن  المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1970م، « على طريق الهجرة» دراسة علمية   1971م، « القيم الأخلاقية والإنسانية في الغزوات» – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر 1971م.

مؤلفات الأديب  والموسوعي 

كما قدم  الأديب  والموسوعي حسن «فتح الباب»  مؤلفات عديدة في مجالات متنوعة منها: «المنازعات الدولية ودور الأمم المتحدة في المشكلات المعاصرة »، عالم الكتاب بالقاهرة 1976م، «المخدرات سلاح الاستعمار» صدرت عن المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر 1967م ، «التخطيط لمكافحة الجريمة، صدر عن  معهد الدراسات العليا للضباط والشرطة 1970م ، «من وحي السيرة النبوية العطرة»،« وكان ماقد كان»، «الجزائر شهداء وشعراء»  ونشر ذلك  بمجلة الهلال، يناير 2013، « شاعر وضابط شرطة»، عن مجلة الإذاعة والتلفزيون، أغسطس 2013.

 ثمار الرحلة..  منح  وجوائز

حصل الشاعر حسن فتح الباب على العديد من الجوائز منها: جائزة المجلس الأعلى للآداب والفنون  جائزة المجلس الأعلى للآداب والفنون، بالاشتراك مع وزارة الثقافة عام 1975 م عن ديوانه «حبنا أقوى من الموت» المستوحاة من ملحمة أكتوبر، جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين، جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين لإبداع الشعر عام 1992 م عن ديوانه «أحداق الجياد»، ورشح لجائزة الدولة التقديرية رشحه اتحاد كتاب مصر لجائزة الدولة التقديرية عام 200م، جائزة القدس - منحه اتحاد الكتاب العرب جائزة القدس في أكتوبر 2001 م جائزة التميز - منحه اتحاد كتاب مصر جائزة التميز عام 2007م

 ورحل عن عالمنا في 28 سبتمبر 2015م،  بعد رحلة مثمرة الثقافة المصرية والفكر العربية والتاريخ الإسلامي، ليبقى أثره باقيا ما حيينا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة