قال رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، بأن الصفقة التي تم إبرامها مؤخرًا لوقف النار في لبنان تحمل بعدين أساسيين: أمني وسياسي، موضحًا أن الجانب الأمني يتمثل في اكتشاف إسرائيل امتلاك حزب الله صواريخ قوية تُعرف بـ"صواريخ الماس"، وهي صواريخ إسرائيلية الصنع حصل عليها الحزب خلال حرب لبنان مع إسرائيل عام 2006، ونقلها حزب الله إلى إيران، التي أصبحت بدورها المصنع الرئيسي لهذه الصواريخ في المنطقة، ثم أعاد إرسالها إلى لبنان ليعتمد عليها الحزب في مواجهاته.
وأضاف عاشور في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الصواريخ قادرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية، بما في ذلك "القبة الحديدية"، ولا يمكن لأجهزة المراقبة والتتبع الإسرائيلية التقاطها.
وأشار إلى أن الجانب السياسي لهذه الهدنة، التي جرى التحضير لها خلال الأيام الستة الماضية، يكمن في كونها تمهد لنهاية عهد سابق وبداية عهد جديد من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، تزامنًا مع صعود ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.
وأكد عاشور أيضًا أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا كبيرة على إسرائيل لقبول هذه الهدنة، مع تقديم ضمانات بأن واشنطن ستتدخل مباشرة ضد حزب الله في حال انتهاكه للهدنة، وأن إسرائيل ستحصل على دعم أمريكي غير مشروط في حال حدوث تصعيد كبير من الجانب اللبناني.
وأضاف أن حزب الله قد يكون وقع في فخ هذه الاتفاقية، مما يمنح إسرائيل فرصة للتركيز على غزة دون تدخل كبير من حزب الله، فإذا قرر الحزب مواجهة إسرائيل دفاعًا عن غزة، فإن النتائج ستكون معروفة مسبقًا.
واختتم عاشور تصريحه بالإشارة إلى أن إسرائيل تسعى لإثبات للولايات المتحدة أن حزب الله لا يرغب فعليًا في الهدنة، وتهدف إلى دفعه إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن.