في ضوء فعاليات حملة الـ ١٦ يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، نتساءل عن أكثر أشكال العنف الموجه للمرأة والذي يمكن أن يؤثر على نفسيتها.
ومن جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، أن العنف النفسي ضد المرأة هو شكل خفي من أشكال العنف ويعد من أقسى ما تعايشه، حيث يستهدف نفسية النساء ويقوض ثقتها بنفسها، ويتضمن مجموعة واسعة من السلوكيات المسيئة التي تهدف إلى السيطرة على المرأة وإيذائها عاطفيًا، ومن أهم أشكاله:
-التحكم والإذلال، من خلال فرض السيطرة على قرارات المرأة، التقليل من شأنها، والإساءة إليها لفظيًا.
-العزلة الاجتماعية، من خلال منع المرأة من التواصل مع عائلتها وأصدقائها، وعزلها عن العالم الخارجي.
-التلاعب بالعواطف، واستغلال مشاعر المرأة وعواطفها لإيذائها، والتحكم في سلوكها.
-التهديد والترهيب، واستخدام التهديدات بالعنف الجسدي أو النفسي لإخضاع المرأة.
التحكم المالي، ومنع المرأة من العمل أو الحصول على المال، وفرض السيطرة على الموارد المالية.
-التشكيك في سلوك المرأة ومراقبتها باستمرار، والتقليل من قيمتها والاستهزاء بها.
ويرجع أسباب اتباع بعض الرجال للعنف النفسي ضد النساء، في الآتي:
-العوامل الاجتماعية، والقوالب النمطية، وعدم المساواة بين الجنسين.
-العوامل النفسية، واضطرابات الشخصية، الحاجة إلى السيطرة، والغيرة.
-العوامل الثقافية، وبعض التقاليد والمعتقدات التي تبرر العنف ضد المرأة.
- النشأة على مشاهدة العنف داخل الأسرة، والتقليل من النساء والاستهزاء بهن.
وأضافت أستاذ علم النفس، أن للعنف النفسي تأثير قوي على المرأة، والتي يمكن إجمالها في الآتي:
-مشاكل نفسية، ومنها الاكتئاب، القلق، والانتحار في بعض الحالات، اضطرابات النوم، اضطرابات الأكل، وانخفاض احترام الذات.
-مشاكل جسدية، حيث تعاني المرأة من الصداع المزمن، آلام في الجسم، وأمراض مزمنة، واضطرابات الجهاز الهضمي أو الدوري.
-حدوث صعوبات في العلاقات، وعدم إمكانية بناء علاقات صحية، والخوف من الارتباط، وحدوث ضرر عاطفي للنساء.
-صعوبات في العمل، وانخفاض الأداء الوظيفي، وصعوبة في التركيز.
- عدم قدراتها على الاعتناء بنفسها أو بأطفالها.
ونصحت يوسف، النساء اللواتي يتعرضن لأي شكل من أشكال العنف النفسي، بضرورة القيام بالآتي:
-طلب المساعدة والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، أو استشارة أخصائي نفسي للتغلب على الآثار النفسية للعنف.
-وضع خطة للخروج من العلاقة المسيئة بأمان.
- العمل على تطوير الذات، من خلال بناء الثقة بالنفس، وتعلم مهارات جديدة، والانخراط في أنشطة تزيد من الشعور بالقوة والتحكم.
- زيادة الوعي بأنواع العنف النفسي وكيفية التعرف عليها.
واختتمت قائلة، أنه لابد من نشر الوعي بأشكال العنف النفسي وآثاره، وسن قوانين أكثر صرامة تعاقب مرتكبي العنف ضد المرأة، وزيادة الدعم النفسي والمعنوي والقانوني للضحايا من المعنفات، ومنح المرأة الفرص التعليمية والاقتصادية لتحقيق الاستقلال، حيث أن العنف النفسي ضد النساء جريمة يجب مكافحتها، وعلى المجتمع ككل أن يتحمل مسؤوليته في حماية النساء من هذا النوع من العنف، لأجل بناء مجتمع خالٍ من العنف.