عثر علماء الآثار في بلدة بويسيرجيه بمقاطعة هيرولت جنوب فرنسا على مدفن فريد يعود إلى العصر الحجري الحديث المتأخر (2700-2600 ق.م)، يضم هيكلًا عظميًا لامرأة بالغة، مع رأس مفصول وُضع بعناية على صدرها ومدعومًا باليد اليمنى.
ويعد هذا الاكتشاف جزءًا من ثقافة فيرازين المميزة للمنطقة، لكنه يثير تساؤلات عديدة حول طقوس الدفن والممارسات الرمزية التي كانت سائدة في تلك الحقبة.
تشير التحليلات إلى أن قطع الرأس كان متعمدًا، لكن وضع الجثة يظهر احترامًا كبيرًا للمتوفاة، ما يتناقض مع تفسيرات الإقصاء الاجتماعي المرتبطة عادة بمثل هذه الحالات.
ولم يُعثر على أمثلة مشابهة في المنطقة، مما يعزز تفرد هذا المدفن ويدفع الباحثين للتساؤل عن دوره ضمن طقوس رمزية أو جنائزية غير موثقة.
فذلك الاكتشاف، الذي يعكس تنوع العادات الجنائزية في العصور القديمة، يفتح آفاقًا جديدة لدراسة الممارسات الثقافية والاجتماعية في أوروبا خلال العصر النحاسي، وسط غموض كبير لا يزال يحيط بأسباب وترتيب هذا الدفن المميز.