أكد خبراء في مجال تكنولوجيا، خلال جلسة ضمن أعمال الملتقى الصناعي الدولي في نسخته الثالثة، أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في دعم القطاع الصناعي وخلق فرص جديدة بالقطاع.
فخلال جلسة بعنوان (تبني الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في التحول الرقمي للقطاع الصناعي) ضمن أعمال الملتقى المقام بمركز المنارة، قال عمر العربي، رئيس قطاع تطوير الأعمال والتوجه الاستراتيجي بمجموعة "العربي" إن "مجموعة العربي" تسعى بأن تكون شركة رائدة تكنولوجيا؛ لذلك ضخت استثمار 500 مليون جنيه في هذا الملف، فضلا عن تتبع الطفرات التكنولوجية في العالم، واستقطاب الخبرات التكنولوجية وتشييد مدارس فنية لتخريج فنيين خبراء لابتكار حلول جديدة، مضيفا أن "العربي" تدعم التعليم القائم على الإبداع والفكر وبث روح الطموح لدى الشباب الصاعد لخلق مشروعات ناشئة.
وأشار إلى أن أكبر عشر شركات في الولايات المتحدة جرى استبدلها بشركات تكنولوجية أو شركات تعتمد على التقينة التكنولوجية في أعمالها.
من جانبه، أشار رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خالد إبراهيم إلى اعتماد الولايات المتحدة - بشكل كبير - على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وكلما تقدم العالم زادت القيمة المضافة لقطاع التكنولوجيا، لافتا إلى أن الغرفة تعمل على تنمية التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز البحث والتطوير من أجل خلق قيمة مضافة حقيقية.
قال إن استطلاعا جرى من قبل غرفة التكنولوجيا على المصانع، وأظهر أن 85% من تلك المصانع لا تهتم بالبحث والتطوير كما ينبغي، لذلك يجب تخفيض تكلفة المنتج من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، مع الابتعاد عن التركيز على تجميع الأجهزة الإلكترونية فقط، نظرا لقيمتها المضافة المنخفضة.
وأكد أهمية إطلاق مبادرة "رقمنة المصانع المصرية"؛ لتشجيع المصانع على تبني التكنولوجيا من خلال تقديم أسعار فائدة منخفضة.
واستعرض دور الغرفة في تحفيز المصانع على تبني التكنولوجيا بتكلفة منخفضة، بهدف زيادة القيمة المضافة لمنتجاتها.
ونوه بأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يعملان على تغيير مفهوم الصناعة بشكل جذري، خاصة وأن هناك العديد من الشركات التي تفوقت على نظيراتها بفضل تبنيها أدوات الذكاء الاصطناعي، وابتعادها عن الأدوات التقليدية، مشددا على أهمية أن تسعى مصر إلى تنمية الصناعة وضخ المزيد من الاستثمارات في الصناعات التكنولوجية، وتبني التكنولوجيا في مجالات مثل الصحة والتعليم وغيرها.
واتفق معه سيف بدوي عضو مجلس ادارة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيرا إلى أهمية "الاعتماد على أنفسنا هو الدافع للتقدم إلى الأمام"، وكذلك أهمية التركيز على مكانة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في اتحاد الصناعات، وتحديد الفجوات الموجودة.
وتضم الغرفة حوالي 11 ألف عضو، يجتمعون على هدف واحد، وهو تطوير تكنولوجيا التصنيع في البرمجيات أو باستخدام الذكاء الاصطناعي وما إلى ذلك. ويتم تطبيق هذه التقنيات في تكنولوجيا التصنيع، مع الاستعانة بخبرات الأكاديميين، والشركات الناشئة، والمهندسين، والمصنّعين الكبار مثل مجموعة العربي.
وأبرز دور الغرفة بالعديد من الأنشطة، مثل تحويل التحديات إلى فرص للوصول إلى حلول تكنولوجية، من خلال الاستعانة بالشباب والكوادر المؤهلة؛ ويكمن ذلك في تجميع مجتمع لديه رؤية مشتركة يعمل معا لتطوير القطاع الصناعي.
ونوه بأهمية استغلال التحديات الحالية وتذليلها خاصة وأنها تسهم في تغيير موازين القوى، "وهذه التحديات تمثل فرصة ذهبية للمجتمع، مع وجود تغيرات كبيرة على الساحة العالمية؛ يمكننا استغلال هذه الفرصة لصالحنا العام من خلال شبابنا وكوادرنا، لتحقيق مكانة مهمة في الخريطة الاقتصادية العالمية؛ هذا هو ما يُسمى باقتصاد المعرفة، الذي نسعى إلى تنفيذه وتطويره".
وأكد أهمية الاستثمار في التكنولوجيا والتى له أثر كبير فى دفع عجلة الإنتاج؛ فتكنولوجيا ليست رفاهية؛ فالدولة التي لا تعتمد على التكنولوجيا تصبح دولة ثانوية في سباق الدول الحالي، مشيرا إلى امتلاك مصر قوة بشرية كبيرة ومتنوعة، حيث إن أكثر من 60% من السكان تحت سن الثلاثين.
وقال: التطوير اليوم يكمن في استخدام الإمكانيات المتاحة لحل المشكلات؛ يجب تغيير العقلية الحالية التي تعتبر الأزمة نقمة، بل يجب تحويل الأزمات إلى فرص، وهذا هو المستقبل، ويجب أن يتم ذلك من خلال التكنولوجيا.. والذكاء الاصطناعي ليس غاية، بل هو أداة، فظهور تكنولوجيا جديدة يمثل فرصة، وليس خطرا.
وانطلقت فعاليات النسخة الثالثة من الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة IMCE، الذي ينظمه اتحاد الصناعات المصري، خلال الفترة (25 - 27) نوفمبر الجاري، بمركز المنارة للمؤتمرات والمعارض الدولية، بمشاركة دولية واسعة وحضور 18 قطاعًا صناعيًا وإنتاجيًا تمثل عصب القطاعات الاقتصادية في البلاد، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.