في ظل الاحتفال بأسبوعين مناهضة العنف ضد المرأة، يتجدد الحديث عن أشكال العنف المتعددة التي تتعرض لها المرأة، والتي تتجاوز العنف النفسي والجنسي والجسدي لتشمل العنف المادي الذي يترك ندوبًا عميقة في قلب النساء، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع أستاذ علم نفس، أشكال هذا العنف وآثاره المدمرة على الأنثى والمجتمع، وكيف يمكن مواجهته وحماية حقوق المرأة؟
ومن جهتها تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن العنف المادي ضد المرأة يبدأ منذ الصغر، حيث تتعرض الفتاة للتمييز والحرمان من حقوقها الأساسية، ففي بعض المجتمعات القبلية، لا يزال ولادة الأنثى يحمل في طياته الحزن والأسى، وتعتبر عبئًا ماديًا ومعنويًا، وهذا التمييز المبكر يرسخ في ذهن الأنثى الشعور بالنقص وعدم المساواة، ويؤثر سلبًا على نفسيتها وتقديرها لذاتها.
وأضافت أنه لا يتوقف العنف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى أشكال أخرى أكثر وضوحًا، مثل العنف المادي الذي يتعرض له الكثير من النساء في بيوتهن وأماكن عملهن، ويتجلى في الضرب والشتائم والتحرش الجنسي، ما يترك آثارًا جسيمة على صحة المرأة النفسية والجسدية، وهناك الكثير من أشكال العنف المادي، والتي يمكن إجمالهم في الاتي:
-العنف المنزلي، وهو الأكثر شيوعًا للعنف المادي، ويتضمن أخذ راتب المرأة أو مستحقاتها المادية من قبل الزوج، وتعرضها للضرب والتهديد والإهانة.
-العنف في مكان العمل، ومنه التمييز في الأجور والترقيات.
-العنف المجتمعي ويتجلى في حرمان المرأة من حقوقها الأساسية، مثل حقها في التعليم والعمل والميراث.
وأكملت أن للعنف المادي تأثير نفسي قوي على صحة المرأة العقلية، حيث يسبب الكثير من الاضطرابات الصحية، والآثار النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والأكل والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية وفقدان الثقة بالنفس وصعوبة بناء علاقات صحية، ولمواجهة العنف المادي، الذي تتعرض له المرأة في المجتمعات ينبغي القيام بالآتي:
-نشر الوعي بأشكال العنف وآثاره، وتغيير النظرة المجتمعية للمرأة، ورؤيتها ككائن مهمش لا يؤتمن على الميراث أو لديه الحق في امتلاك المال.
-سن القوانين الصارمة لحماية المرأة من الحرمان من الميراث وخاصة في الريف والنجوع، وكذلك في أماكن العمل.
-توفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء الناجيات من العنف.
- زيادة فرص تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، وتعزيز استقلالها.
- زيادة دور الإعلام والفن في مكافحة العنف ضد المرأة، من خلال تقديم نماذج إيجابية للنساء، وتسليط الضوء على قضايا الحرمان من الميراث والتمييز في الأجور، وتوعية المجتمع بأهمية المساواة بين الجنسين.