تميز رياض السنباطي بأداء وصلات غنائية كاملة بمهارة عالية، حيث كان شغوف بفنون الموسيقي العربية، والده هو الشيخ محمد السنباطي، ويصادف اليوم ذكرى ميلاده، و ترصد "بوابة دار الهلال" من هو أول موسيقي عربي حصل على جائزة اليونسكو العالمية.
النشأة
ولد رياض السنباطي بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط في مصر في 30 نوفمبر.
كان والده مقرئاً تقليديًا شارك في الغناء خلال الموالد والأفراح والمناسبات الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة، لم يظهر تفوقاً دراسياً في صغره، لكنه انجذب بشكل كبير إلى الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره.
اكتشف والده، الشيخ محمد السنباطي، موهبته الموسيقية المبكرة، فشجعه واصطحبه معه ضمن فرقته الموسيقية.
لم تستمر إقامة الأسرة في فارسكور طويلاً، إذ قرر والده الانتقال إلى مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، حيث ألحق ابنه بأحد الكتاتيب.
ومع ذلك، لم يُظهر رياض اهتماماً كبيراً بالدراسة مقارنة بشغفه العميق بفنون الموسيقى العربية والغناء.
مرضه
شاءت الأقدار أن يُصاب رياض بمرض أثر على عينيه وحرمه من مواصلة دراسته، لكنه في الوقت ذاته أثبت موهبته حين استمع إليه والده وهو يؤدي أغنية "الصحبجية" للشيخ سيد درويش على العود.
انطلاقته الموسيقية
أظهر رياض براعة لافتة واستجابة مذهلة؛ حيث تمكن من أداء وصلات غنائية كاملة بمهارة عالية، ما جعله نجم الفرقة ومطربها الرئيسي وعُرف بلقب "بلبل المنصورة"، استمع الشيخ سيد درويش لصوت رياض وأثنى عليه إعجاباً كبيراً، بل وأراد أن يرافقه إلى الإسكندرية ليمنحه فرصاً أفضل، لكن والده رفض الاقتراح بسبب اعتماده على ابنه ضمن فرقته.
في عام 1928، قرر الشيخ محمد السنباطي الانتقال إلى القاهرة بصحبة رياض، إيماناً بموهبته وبأن مكانه الطبيعي هو في الوسط الفني الكبير.
كان والده صديقًا قديمًا لوالد أم كلثوم قبل انتقالهم إلى القاهرة، وهو ما شجعه على هذه الخطوة.
وانضم رياض إلى معهد الموسيقى العربية بعد اجتياز اختبار أمام لجنة من أبرز علماء الموسيقى العربية آنذاك، الذين ذُهلوا من قدراته المبهرة وقرروا تعيينه مباشرة كأستاذ لآلة العود والأداء. استمرت فترة عمله بالمعهد ثلاث سنوات فقط قبل أن يقدم استقالته ويتفرغ لدخول عالم التلحين.
بدأ رياض مشواره التلحيني في أوائل الثلاثينيات بالتعاون مع شركة أوديون للإسطوانات، حيث لحّن للعديد من كبار مطربي ومطربات تلك الفترة مثل صالح عبد الحي، نجاة علي، عبد الغني السيد، ورجاء عبده.
وفي منتصف الثلاثينيات، التقى بأم كلثوم ليبدأ معها شراكة موسيقية طويلة وصفها الكثيرون بأنها أعظم شراكة موسيقية عربية شهدها التاريخ.
وقدما معًا أعمالاً خالدة تعتبر علامات بارزة في تاريخ الموسيقى والغناء العربي. تعد أغنيتهما "الأطلال" واحدة من أبرز هذه الأعمال؛ حيث يرى العديد من النقاد أنها أفضل أغنية عربية في القرن العشرين.
جمعته بأم كلثوم صداقة فريدة من نوعها استمرت لسنوات طويلة.
جوائزه
رياض السنباطي هو الموسيقي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة اليونسكو العالمية عام 1977، حيث وصفته الجائزة كونه "الموسيقي المصري الوحيد الذي لم يتأثر بالموسيقى الغربية، واستطاع بموسيقاه التأثير على منطقة ذات تاريخ حضاري عريق".
يُعتبر أحد خمسة موسيقيين فقط نالوا هذا التكريم في أوقات متفرقة، وكانت هذه الجائزة تتويجاً لمسيرته الزاخرة التي تضمنت أيضًا تكريمه بمجموعة من الجوائز الأخرى مثل وسام الفنون الذي منحه له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى الذي حصل عليه من الرئيس محمد أنور السادات.