يظل صوت المثقفين وأقلامهم السلاح الأقوى في مواجهة الفكر المتطرف وجماعات الدم الإرهابية، فهم حراس القيم الإنسانية والمدافعون عن الحق والعدالة، الذين يقفون بشجاعة في وجه الظلام، بأقلام حرة نجحت في زلزلة قلاع الخطر وتدمر مساعٍ باطلة كانت تخطط لتحقيق أهداف دموية ضد الوطن والإنسان، لقد أثبت التاريخ أن الكلمة الصادقة والفكر المستنير قادران على دحر الإرهاب وتفكيك أيديولوجياته المدمرة، بكتاباتهم ومواقفهم الجريئة، يفضح المثقفون زيف الجماعات الإرهابية ويكشفون عن حقيقتها البشعة، مؤكدين أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
منذ تأسيس "الإخوان الإرهابية" جماعة الدم على يد حسن البنا في 1928 وحتى اليوم، رسخت هذه الجماعة عقيدة الموت من خلال العنف والاغتيالات والتفجيرات، لم تكتفِ بذلك، بل شجعت على نشر الفتن وإثارة النزاعات الطائفية بين أبناء الوطن لتحقيق أهداف سياسية غير إنسانية، متجاوزة بذلك كل القيم لتقف على تلال من الأشلاء البريئة والدماء التي أراقتها في سبيل فرض أفكارها الدموية.
لقد ثقبت أقلام كبار المثقفين والمفكرين في مصر أجساد الإخوان المهلهلة وكشفت حقيقتهم المزيفة من خلال كتابات قوية تنير العقول وتزيح ستار الظلام، كانت كلماتهم بمثابة سلاح فكري يفضح الممارسات السياسية المشبوهة ويكشف عن الوجه الحقيقي لجماعة حاولت استغلال الدين لتحقيق أهدافها الخاصة، وقد نجحت هذه الكتابات في فضح أكاذيبهم، وإضاءة الطريق للمجتمع، مؤكدين على أهمية العلم والفكر الحر في بناء أمة قادرة على التصدي لمخاطر التطرف والانغلاق الفكري.
ومن أبرز الكتّاب والمفكرين الذين تصدوا بقوة لفكر هذه الجماعات:
طه حسين.. الإخوان يقترفون إثما عظيما
رأى طه حسين أن جماعة الإخوان الإرهابية لا يلتزمون بأوامر الله ويتسببون في جرّ وطنهم إلى الأهوال، كان موقفه نقديا بشدة لدور الجماعة وتأثيرها السلبي، وقد وصف عميد الأدب العربي، في كتاب "هؤلاء هم الإخوان" أعضاء الجماعة الإرهابية بإنهم "من زمن الخوارج، وامتداد من نيران الحروب التي يشعلها المحتلون في مختلف أنحاء العالم، هم يخالفون الطبيعة الوديعة للمصريين، ويعملون على نشر العنف والقتل بينهم، مما يجعلهم يقترفون إثما عظيما".
نجيب محفوظ.. جماعة انتهازية وفاشية
كما عارض نجيب محفوظ جماعة الإخوان الإرهابية وانتقد أيديولوجيتها، كان ينفر من الإخوان بشدة بسبب ارتباطه الوثيق بحزب الوفد، لذا، فإنه رفض لقاء حسن البنا رغم إصراره ومحاولاته المتكررة، كان يرى أديب نوبل أن الجماعة انتهازية وفاشية، كما انتقد خلط الدين بالسياسة.
عباس العقاد.. الإخوان عصابة إجرامية
ووصف عباس العقاد جماعة الإخوان في مقال له عام 1949 بعنوان "فتنة إسرائيل" بأنها "عصابة" تقود فتنة تشبه دعوات الإسرائيليين والمجوس، كما قال في مقال آخر عام 1948: "إن جرائم اغتيالاتهم، مثل اغتيال النقراشي، تُظهر أنهم مجرمون من فصيلة "الخُط"، معتبرًا أعمالهم إجرامية ومناهضة للوطن.
إحسان عبد القدوس.. حوارهم نوع من الإرهاب
وانتقد إحسان عبد القدوس جماعة الإخوان الإرهابية نقدًا حادًا، ورفض فكرة الدولة الدينية، كما شدد على خطورة الجمع بين الدين والسياسة، كان في كتاباته مدافعا عن الحرية الشخصية وحرية الفكر، وهو ما انعكس في مواقفه النقدية ضد الحركات التي تعيق تلك الحريات.
حاول المرشد العام لجماعة الإخوان ضمه إلى الجماعة بعدما التقاه لإجراء حوار شهير معه بعنوان "الرجل الذي يقود نصف مليون" حاول فيه إحسان التعرف على حقيقة الجماعة ومدى ثوريتها، لكنه يقول: "لم أجد لدى الجماعة ما كنت أبحث عنه ولم أجد ما يقنعني، وقد أخذت على مرشد الجماعة محاولته اقتحام النصوص الدينية بشكل يحاول أن يفرض عليَّ الاستسلام لوجهة نظره، ذلك لأن إدخال ما لا يقبل الجدل في حوار بين طرفين فيه نوع من الإرهاب الفكري ويسلب الحوار حرية الحركة فرفضت كل محاولاته لضمي إلى الجماعة.
محمد التابعي.. الإخوان جعلوا من الشباب قتلة
كما وصف الصحفي المعروف محمد التابعي، حالة الشباب الذين انضموا لجماعة الإخوان قائلاً: "شبان وفتيان مسلمون امتلأت صدورهم بحماسة الشباب وقلوبهم بحب الله ورسوله، فذهبوا إلى جماعة الإخوان يطلبون مزيدًا من الهداية ونور الله!.. وما أظن أن واحدًا منهم خطر بباله، وهو يطرق باب جماعة الإخوان، أن الجماعة ستجعل منه قاتلاً باسم الله الرحمن الرحيم! وغادرا لئيمًا باسم الدين الحنيف. وأضاف: "شبان سذج وأدوات سهلة طيعة، تناولها زعماء الإخوان وقادتها وصاغوها في القالب الذى أرادوه، وأخرجوا منها آلات خرساء صماء، تتحرك بلا إرادة وتنفذ مشيئة سواها بلا تعقيب، نزولاً على حكم السمع والطاعة، وٕان طاعة القيادة من طاعة الله!.
كامل الشناوي.. جماعة تحترف التدمير والتخريب
وعبّر الشاعر كامل الشناوي عن حزنه قائلاً: "إني حزين أن يوجد إنسان واحد، لا جماعة منظمة، يصنع الموت للناس، ويحترف التخريب والتدمير... إن قلبى ليقطر حزنًا إذا كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام، وتجد من يصدقون دعواها!.. موضحًا أن الإسلام الذي يدعو إلى المحبة والسلام بريء من أسلحة المقت والختل والاغتيال، الإسلام الذى يقول كتابه الكريم "وجادلهم بالتي هي أحسن" لا يقر بالمسدسات والمدافع والمتفجرات".
توفيق الحكيم.. تقود المجتمع للتطرف العقائدي
وانتقد توفيق الحكيم جماعة الإخوان الإرهابية بشكل ضمني ومباشر في بعض كتاباته وأعماله الأدبية، معبرا عن قلقه من تأثيرهم على المجتمع والمبادئ الوطنية، في كتابه "عودة الوعي"، انتقد الأيديولوجيات التي تهدف إلى السيطرة على الحياة السياسية والاجتماعية دون الاعتراف بالتنوع الفكري. كذلك، اعتبر أن هيمنة جماعات مثل الإخوان تُقوض الحريات وتقود المجتمع نحو التطرف العقائدي.
كما أدان في قصته "دمي من دمكم" جماعة الإخوان مستخدما الرمز الأدبي للتعبير عن نقده لما اعتبره انسياقا جماعيا وراء أفكار لا تخدم تطور المجتمع وتقدمه، أكد أن هذا النوع من الجماعات يفتقر إلى الرؤية الحقيقية لتأسيس دولة قوية ومستقلة، مع التركيز على فكرة التضحية بالفردية لصالح أفكار الجماعة.
مصطفى محمود.. تهدد الوحدة الوطنية
كما انتقد مصطفى محمود جماعة الإخوان الإرهابية بوضوح، خاصة فكرة دمج الدين بالسياسة، في مذكراته وأحاديثه، أكد أنه يعارض شعار الجماعة "الإسلام هو الحل"، لأن أغراض الجماعة سياسية بينما الدين يحمل القيم السامية مثل التسامح والسلام، وبالتالي يجب تنزيه الدين عن السياسة. كما أعرب عن رفضه لفكرة تأسيس حزب سياسي على أساس ديني، لأنها تهدد الوحدة الوطنية، وأكد أن دوره ككاتب ومفكر هو حماية الدين من التوظيف السياسي.