تتصاعد الأحداث بشكل كبير، فبرغم دخول الجانبين اللبناني والإسرائيلي حيز تنفيذ وقف إطلاق النار منذ أيام، إلا أن الأحداث الخطيرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تشير إلى تصعيد ما يضع مستقبل الاستقرار في المنطقة أمام حجر عثرة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن سلسلة ضربات ضد حزب الله في لبنان، مستهدفاً عناصر ومنصات صواريخ ومركبات تحمل أسلحة، فضلا عن توغل دبابات إسرائيلية وقصفاً مدفعياً في مناطق جنوب لبنان، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية.
بدايات اختراق الهدنة
ووفق مصادر محلية، في بداية اليوم الثالث من الهدنة، شهد الجنوب اللبناني يتصعيدًا كبيرا في الانتهاكات الإسرائيلية، بحيث توغلت القوات البرية الإسرائيلية بداخل بلدة عيتارون، ولم تتوقف الخروقات للهدنة عند هذا الحد، بل استهدف قصف مدفعي بلدات حولا وعديسة، بينما تعرض مواطنون في صف الهوى بمنطقة بنت جبيل لإطلاق نار.
وفي سياق أخر، منع الجيش الإسرائيلي عودة السكان إلى أكثر من 260 قرية في الجنوب اللبناني، وهذا ما اعتبره مراقبون أنه يهدف إلى تغيير طبيعة المنطقة الحدودية.
في الصعيد الدولي، دعا الرئيس الفرنسي ماكرون رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس النواب نبيه بري، إلى الإسراع من نشر الجيش اللبناني على الحدود لإعادة السلام والأمن مرة أخرى، وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وأكد ماكرون أن التأخير في الانتشار غير مبرر، مقترحاً توفير وسائل نقل بديلة كالحافلات لنقل القوات.
وعلى الجانب الأخر، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى اليوم، أن الجنرال جاسبر جيفيرز من قيادة العمليات الخاصة الأميركية، سوف يزور بيروت للعمل على آلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
حزب الله لا يسعى إلى الحرب.. نعيم قاسم
وعلى الجانب اللبناني، أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في أول خطان له بعد وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي، أن الحزب قدد أهدافه في تلك الحرب ومن أهمها تحقيق الانتصار الكبير على الجانب الإسرائيلي، فضلا عن قوله بأن الحزب لا يسعى أبدا إلى الحرب وهو مستعد لتنفيذ كامل للهدنة مع الجانب الأخر.
الجيش الإسرائيلي في تحفز ضد أهداف حزب الله
وعلى جانب أخر، قال بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي ينفذ الهدنة بكل بنودها، وأن إسرائيل مستعدة إلى حرب مكثفة مع حزب الله، وذلك إذا لزم الأمر، وفي غضون ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي حصيلة عملياته خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى تدمير 12,500 هدف لحزب الله، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومراكز قيادة.
من جهتها، اتهمت القوات اللبنانية الجيش الإسرائيلي بخرق الهدنة عدة مرات، ما يعكس تناقضاً في الروايات حول مدى الالتزام بشروط الاتفاق.