على مدار ما يزيد عن عشر سنوات، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية استهداف الدولة وزعزعة أركانها بعدة وسائل من بينها الشائعات التي تقوم على تزييف الحقائق وبث أخبار كاذبة بهدف اصطناع أزمات وتأليب الرأي العام، فيوميا يتصدى مجلس الوزراء لشائعات وأخبار مكذوبة تخص كل المجالات، وكان آخرها التشكيك في الطروحات الحكومية واعتبارها بيعا للشركات والأصول وهو ما نفاه المسؤولون بشكل قاطع.
فأكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أن الطروحات الحكومية لا تعني البيع بل تعني الاستفادة القصوى من أصول الدولة، كذلك أكد وزير الطيران سامح حنفي، في تصريحات له أمام مجلس النواب، قبل أيام، أن طرح المطارات لا يعني بيعها وإنما تحسين جودة الإدارة وهو أمر متبع في كل دول العالم.
فيما أكد سياسيون أن الشائعات والأخبار الكاذبة هي إحدى أدوات الجماعة الإرهابية لضرب الدولة وزعزعة استقرارها، مؤكدين أن وعي المواطنين هو حائط الصد لمثل هذه الشائعات والمحاولات السامة للتشكيك.
حرب الشائعات
وقال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن الشائعات واحدة من الأساليب المختلفة التي تتبعها الجماعة الإرهابية، فمصر منذ عام 2011 وهي مستهدفة، وواحدة من الوسائل الحديثة لاستهداف الدول هي الشائعات أو ما يعرف بـ"حرب الشائعات"، والتي يكون الغرض منها إفساد العلاقة ما بين المؤسسات المختلفة، وبين أبناء الشعب الواحد، وما بين الشعب وحكومته، وما بين الشعب وقيادته.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر مصدر أساسي لإفساد كثير من المخططات التي تحاك بالمنطقة، وبالتالي هناك بعض القوى الإقليمية والعالمية التي تستهدفها من خلال تحريك فصائل معينة وأذرع، ومنها الجماعة الإرهابية، هذا بخلاف بعض الشخصيات أو المؤسسات المشبوهة، وفق هذا المخطط، مشيرا إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا"، واستخدامها في الشائعات.
وأكد أن الشائعات وتلك المخططات تسير وفقط خطط مدبرة ومؤسسة على أسس علمية باستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بشكل كبير لتحقيق الغرض الأساسي وهو تحقيق نصر بلا حرب، مضيفا أن الغرض الأساسي أن يتشكك أبناء الشعب المصري في كل شيء ويصابوا بالإحباط واليأس، والتشكيك في إنجاز يقدم أو خطط أو برامج توضح، فهي عملية مدارة.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تعي لهذا الخطر بشكل كبير وتتعامل معه، والشعب المصري أيضا يعي ذلك ويدرك محاولات التلاعب واصطناع الأزمات والتشكيك بين المواطنين والتشكيك في المؤسسات والقيادات، مشددا على أهمية دور الإعلام والأحزاب السياسية في التوعية بأن الأمر ليس مجرد شائعات وأنها لا تخرج بصورة تلقائية ولكن من خلال حملات ممنهجة ومبرمجة ولها أهداف وممولة ولها أذرع تتحرك في التوقيت المخطط لها.
وأكد أن التصدي لهذه المحاولات يكون من خلال الوعي الشعبي وأن يعي المواطنين خطورة الأمر ومن يقف وراء تلك الشائعات والأخبار المغلوطة والكاذبة والمعلومات غير الدقيقة، وأن يدركوا حقيقة ما يدار وأنه يجب التثبت من صدق المعلومات ومصدرها الرسمي، مشددا على أنه على مستوى القوى السياسية والاحزاب والنخب فعليهم دور كبير في أن يساهموا في الوعي بالحقائق وطبيعة الحروب الحديثة.
وشدد على أهمية دور الإعلام والتحرك الحكومي السريع في دحض الشائعات وتوضيح الحقائق مبكرا وزيادة التوعية للمواطنين
تكاتف الشعب المصري مع قيادته
ومن جانبه، قال المستشار جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، إن الشائعات واحدة من أدوات الجماعة الإرهابية، في ظل ما تواجهه الدولة من تحديات، مشيرا إلى أن الدولة المصرية مستهدفة من جهات كثيرة ومتعددة تتربص بها، لأن مصر دولة متماسكة بقوة شعبها وجيشها وقيادتها السياسية.
وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن جماعة الإخوان التي حاولت الوصول إلى الحكم، وبالفعل وصلت له لمدة عام فشلت في فشلا ذريعا دفعت الشعب المصري للخروج بأكمله في ثورة 30 يونيو 2013، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تتربص أيضا بالدولة وتريد أن تهدمها مثل جميع المؤسسات الغربية التي توجه سهامها السامة إلى مصر وإلى بعض الدول، فهم يريدون تأليب الرأي العام والشعوب على الحكام.
وأضاف التهامي أن مصر بما لها من خبرة وتماسك مجتمعي يمكنها دحر مثل هذه المحاولات بالتكاتف الشعبي مع القيادة السياسية والجيش والشرطة، مشيرا إلى أن تلك الشائعات الهدف منها دائما زعزعة الثقة بين الشعب وقيادته، لذلك يتعين على الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع أبناء الشعب المصري، ألا ينصاعوا إلى هذه الشائعات، ولا يلتفتوا لها، وأن يتحققوا من مصادر الأخبار عبر مصدر حكومي أو مصدر موثوق منه.
ولفت إلى أهمية دور الأحزاب السياسية من خلال أماناتها المنتشرة في ربوع مصر في جميع المحافظات والقرى والمدن، لكي تقوم بدورها التوعوي والتثقيفي لدحر الشائعات، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على مواجهة الشائعات من خلال مؤتمرات صحفية يعقدها رئيس الوزراء والوزراء كافة باستمرار مع إصدار البيانات الإعلامية المستمرة لكشف الحقائق، وهو ما يكمله دور الأحزاب السياسية لأن المواطنين يستعمون إلى رجل الشارع أكثر من المسؤول الرسمي لذلك يمكن للأحزاب أن تكون قادرة على وأد الشائعات من خلال أعضائها في كل ربوع الجمهورية.