احتفل عشاق الطرب الأصيل أمس بذكرى ميلاد الفنانة الراحلة فايزة أحمد، إحدى أبرز أيقونات الغناء العربي التي تركت بصمة لا تُنسى في عالم الفن. ولدت فايزة أحمد، عام 1934، بمدينة صيدا في لبنان، لأب سوري وأم لبنانية، ونشأت بين سوريا ولبنان، قبل أن تصبح واحدة من أعظم مطربات العالم العربي في القرن العشرين، حيث لا تزال ألحانها وأغانيها تعيش في وجدان الجماهير حتى الآن. بدأت فايزة أحمد مشوارها الفني في إذاعة دمشق عام 1951، بعد اجتيازها اختبار الإذاعة، وقدمت هناك مجموعة من الأغاني التراثية والشعبية، ثم انتقلت بعدها إلى بيروت وتعاونت مع كبار الملحنين اللبنانيين مثل محمد محسن وفيلمون وهبي. وفي عام 1954، جاءت النقلة النوعية في حياتها الفنية عندما قررت الانتقال إلى القاهرة، مركز الموسيقى العربية في ذلك الوقت، وتعرفت على الملحن الكبير محمد عبد الوهاب، الذي لحن لها أغنية "أنا قلبي إليك ميال" في عام 1955، وكانت بداية انطلاقها نحو النجومية في العالم العربي. وتعاونت فايزة أحمد مع أسماء لامعة في مجال التلحين، مثل: رياض السنباطي الذي قدم لها أغنيات خالدة مثل "حمال الأسية"، ومحمد الموجي الذي لحن لها عدة أغانٍ ناجحة، أبرزها "يا غالي عليّ"، وبليغ حمدي الذي ساهم في إبراز إحساسها من خلال أغنيات منهم "بيت العز". واشتهرت فايزة أحمد بالجمع بين الطرب الأصيل والأغاني العاطفية والوطنية، وكان من أبرز أغانيها: "ست الحبايب" التي قدمتها عام 1958 ولحنها محمد عبد الوهاب، و "تمر حنة" التي غنتها في فيلم يحمل الاسم نفسه عام 1957، و "يا غالي عليّ" التي أظهرت مدى رقة صوتها وإحساسها، وغيرهم من الأغاني الناجحة. وشاركت فايزة أحمد في عدد من الأفلام السينمائية التي أظهرت موهبتها التمثيلية إلى جانب الغنائية، ومن أشهرها: "تمر حنة، أنا وبناتي، يوم بلا غد". وفي عام 1963، تزوجت فايزة أحمد من الملحن محمد سلطان، الذي أصبح شريكًا فنيًا لها، حيث لحن لها مجموعة من أجمل أغانيها، مثل "غريب يا زمان" و"آخر حبايب". استمر زواجهما لفترة طويلة وكان مثمرًا فنيًا رغم التحديات التي واجهاها. وفي عام 1983، أصيبت فايزة أحمد بمرض السرطان الذي أنهى حياتها في التاسع من سبتمبر عن عمر يناهز 49 عاما.