أقامت الأكاديمية المصرية للفنون في روما مساء أمس احتفالية مميزة بمناسبة مرور 155 عامًا على كتابة أوبرا "عايدة"، التي تُعد واحدة من أهم وأشهر الأعمال في تاريخ الأوبرا العالمية.
وتم إعداد هذا العمل العظيم بناءً على طلب الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك، من المؤلف الإيطالي الشهير جيوسيبي فيردي، بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869 التي تربط بين الشرق والغرب.
استضافت الأكاديمية نخبة من الفنانين العالميين الذين أسهموا في هذا الحدث الساحر من قلب روما، عاصمة الفن والجمال. قدموا ليلة موسيقية غنائية استثنائية أبهروا فيها الحضور بإبداعهم واحترافهم.
شارك في أداء الأدوار الرئيسية للأوبرا مجموعة من الفنانين المميزين، حيث برزت السوبرانو كاترين ماناندازا التي تعاونت مع أوركسترات عالمية مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني وأوركسترا كابيتال دي تولوز.
كما تألقت الميزو سوبرانو كاميل جيمينيز، التي أدّت عدة أدوار رئيسية في أشهر عروض الأوبرا العالمية. من جانبه، شارك التينور جيورج ونيس، الفائز بالعديد من الجوائز العالمية، والذي كان له دوراً ريادياً في كبرى المهرجانات الدولية.
ولعبت البيانيست الإيطالية مارينا تشيسارالي دورًا محوريًا بمصاحبتها الموسيقية الرائعة على البيانو، مما أضفى مزيدًا من الإحساس والجمال على العرض.
بدأ الحفل بكلمة ألقتها الأستاذة الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية، حيث رحبت بالحضور وقدّمت الموسيقيين المشاركين وأشادت بأهمية أوبرا "عايدة" عبر التاريخ.
كما عبرت عن امتنانها للمغني المصري-الإيطالي جيورج ونيس لما بذله من جهود ساهمت في نجاح هذه الاحتفالية.
اختتمت كلمتها بالإشارة إلى قدرة الموسيقى كأداة عالمية لتجاوز الحدود وتوحيد الإنسانية.
ترك الحفل أثرًا كبيرًا في نفوس الحاضرين واستمتع الجمهور بالأداء الباهر الذي جسد الجمال الخالد لموسيقى فيردي من خلال أصوات الفنانين المبدعين.
جاءت هذه الأمسية لتؤكد على أهمية الفن والتراث الثقافي وتبرز أوبرا "عايدة" كواحدة من أعظم الإسهامات في تاريخ الأوبرا.
شهد الحفل حضور السفيرة إيناس مكاوي ممثلة الجامعة العربية، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين من السفارات المصرية والجزائرية والأمريكية والسعودية والليبية، بالإضافة إلى جمهور واسع يضم الإيطاليين والجاليات المصرية والعربية.
وفي ختام الحفل، تم تكريم الفنانين المشاركين تقديرًا لإسهاماتهم المتميزة. كما فتحت الأكاديمية أبواب متحف مستنسخات توت عنخ آمون ومعرض الصور المخصص للمهندس المعماري الإيطالي إرنيستو فيروتشي، مصمم القصور الملكية في مصر، ليضفي بعدًا ثقافيًا مميزًا على هذه الأمسية الراقية