تحل اليوم ذكرى ميلاد جان لورينزو برنيني، الذي ولد في 7 ديسمبر 1598م، كان نحاتًا باروكيًا وفنانًا بارزًا في روما خلال القرن السابع عشر، يعد تمثاله "نشوة القديسة تريزا" الذي أنجزه بين عامي 1647 و1651، من أشهر أعماله.
لم تقتصر موهبة برنيني على النحت فحسب، بل امتدت لتشمل الرسم والهندسة المعمارية، حيث كان يستطيع دمج هذه الفنون بمهارة عالية فيما وصفه مؤرخ الفن إيرفينغ لافين بـ "وحدة الفنون البصرية".
كمعماري ومخطط مدن، صمم برنيني العديد من المباني المدنية والكنائس والساحات العامة، بالإضافة إلى النوافير والآثار الجنائزية، كانت براعته في التلاعب بالرخام وإبداعه الذي لا حدود له ما يجعله يستحق لقب خليفة ميكيلانجيلو.
تميزت أعماله بدراما المنظور الخاطئ "الترومبلويل" لخلق تأثيرات بصرية مذهلة، كما ابتكر نوعًا جديدًا من واجهات القصور بإضافة الأعمدة الهائلة فوق القاعدة، ورغم أنه ساهم في ظهور أشكال نحتية جديدة، حافظ على الصفاء الكلاسيكي لعصر النهضة.
أولى مشاريعه المعمارية شملت تجديد وتصميم واجهة كنيسة القديس بيبيانا (1624-1626)، وقاعة القديس بطرس بالديشن (1624-1633)، في عام 1629، عينه البابا أوربان الثامن مسؤولًا عن جميع الأعمال المعمارية في كنيسة القديس بطرس.
لم يبني برنيني العديد من الكنائس من الصفر، بل ركز على ترميم الهياكل الموجودة، مثل كنيسة سانتا بيبيانا وكنيسة القديس بطرس، من أشهر مشاريعه كنيسة سانتا أندريا في الكويرينال، التي صممت للرهبان اليسوعيين.
كان برنيني جزءًا من التقاليد الحضرية الباروكية الإيطالية، وتأثرت أعماله بالصرامة الأثرية الكلاسيكية التي فضلها النظام الملكي الفرنسي، ومع ذلك، احتوت إبداعاته على ملامحه الفريدة مثل السقف المسطح خلف درابزين بالادي.
توفى جان لورينزو برنيني في روما عام 1680، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ومعماريًا فريدا لا يُنسى.