السبت 28 سبتمبر 2024

بالصور.. المستشارة ميركل من "جرسونة" إلى "إمبراطورة أوروبا"

2-3-2017 | 17:11

عُرِفت بقوة ذكائها، وقدرتها الفائقة على التحدى والإصرار، حيث استطاعت بإصرارها وجلدها الوصول إلى لقب "المرأة الحديدية"، لما لها من قدرة فائقة على التعامل مع القضايا السياسية الشائكة فى ألمانيا بشكل خاص والعالم بشكل عام، إنها المستشار الألمانية إنجيلا ميركيل، التى وصلت إلى القاهرة اليوم فى زيارة رسمية تستمر يومين، للمرة الأولى عقب اندلاع ثورة 25 يناير.

اسمها الحقيقى أنجيلا كاسنر، أما لقب ميركل فهو الاسم الأول لزوجها، الذى تزوجته عام 1977، وانفصلت عنه بعد 4 سنوات، ولدت ميركل عام 1954 فى همبورج، والدها القسيس اللوثرى هورست كاسنر من أصول بولندية، ولها أخ وأخت صغرى، درست ميركيل الفيزياء في جامعة لايبزج من عام 1973 إلى 1978.

وعلى الرغم من أن ميركل تبدو وكأنها ابنة طبقة أرستقراطية لما تتمتع به من نفوذ وسلطة جعلتها تحصل على لقب أقوى إمراة، وإمبراطورة أوروبا، إلا أنها فى واقع الأمر خرجت من كنف أسرة فقيرة تعانى مثل غيرها من ملايين المواطنين الفقر في تلك الدويلة الشيوعية «ألمانيا الشرقية» قبل سقوط حائط برلين، وتوحد الألمانيتين.

عرفت ميركل بطموحها العالى وتفوقها الدراسى منذ أن كانت فى مراحل التعليم الأولى، فيما كان كل حلم أسرتها أن تصبح معلمة للفيزياء، عانت ميركل كثيرًا لكى تصل إلى غايتها، حيث اضطرتها الظروف للعمل كـ «جرسونة» بإحدى الحانات، حتى تتمكن من توفير مصاريف تعليمها واستكمال دراستها، وكانت تحصل على أجر يتراوح بين 20 و30 «فيينج» عن كل مشروب تبيعه، وكان أجرها من العمل فى هذه الحانة 250 ماركاً أي ما يعادل 15 دولاراً.

وفى 1974 وأثناء دراستها الفيزياء تعرفت إلى زميل لها هو "أولريش ميركل" وأصبح زوجها الأول ولم يدم الزواج طويلا وانفصلا بعد 4 سنوات تقريبًا من زواجهما، وفى عام 1984 تعرفت إلى زوجها الحالي الكيميائي "يواخيم زاور "وتزوجته عام، 1998، ورغم ذلك ظلت محتفظة بلقبها العائلي من زوجها الأول «ميركل».

ومن المعروف أن ميركيل تعيش بمفردها مع زوجها في الطابق الرابع من أحد المباني ببرلين، ويسكن تحتها حراسها،  ولا يوجد لديهما أطفال، كما أنها تعشق موسيقى "ريتشارد فاجنر"، وتتناول ستة أكواب من القهوة في اليوم،  وتحب التنزه والنوم لساعات طويلة،  وتتسوق بنفسها، ويصل راتبها إلى نحو 240 ألف يورو سنوى، كما أنها تشتهر بخوفها الشديد من الكلاب، بسبب تعرضها للعض من أحدها عام 1995 حتى أن مجلة فورين بوليس للسياسة الخارجية، أشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دائما ما يستخدم كلابه الأليفة لإخافتها خلال لقائهما.

واختارت ميركل لنفسها طريقاً أكثر طموحاً، فحصلت على درجة الدكتوراه عام 1986، وعندما بدأ الحراك الشعبى الألمانى والمطالبة بتوحد الألمانيتين، ظهرت بصورة فجائية بين جموع الشعب لتطالب معهم بهذه الوحدة، وتقدمت الصفوف كصوت شعبى سياسى، حتى تم اختيارها كمتحدثة باسم الحكومة فى ألمانيا الشرقية عام 1990، وهى آخر حكومة قبل التوحد.

وسرعان مابرزت شخصية ميركل القوية، مما جعل الحزب المحافظ يختارها زعيمة له عام 2000، ونالت منصبين وزاريين في عهد المستشار السابق هيلموت كول، حتى انتزعت هى المنصب من خلف جيرهارد شرويدر عام 2005، لتصبح أول امرأة تحصل تتولى المستشارية الألمانية، بعد صف طويل من العمالقة الذين تولوا هذا المنصب وأبرزهم هتلر وهيلموت كول، وحملت لقب “المرأة الحديدية”.

عرفت ميركل بقوتها، حيث اختارتها مجلة "التايم" الأمريكية، بأنها المرأة الأكثر نفوذاً وقوة فى العالم في ديسمبر عام 2015، لدورها في أزمة لاجئى سوريا، ووصفتها صحيفة "بيلد" الألمانية، بأنه عقلية تفكر مثل الكمبيوتر، هاتفها المحمول لا يتوقف عن الاهتزاز، فهي تبعث 50 رسالة قصيرة عبر المحمول في اليوم، كما تصدرت ميركل تصنيفات مجلة "فوربس" العالمية للمرة السادسة على التوالي، للسيدات الأكثر نفوذاً في العالم، كما وصفتها وصفتها مجلة «ذى ايكونوميست» الاقتصادية بأنها السيدة الأولى «الأوروبية التي لا غنى عنها».

اشتهرت ميركل بإثارتها للجدل فى المجتمع الأوروبى، لقوتها أمام قادة وزعماء دول الاتحاد الأوروبى، وفرضها رأيها انطلاقا من قوة شخصيتها وقوة ألمانيا الاقتصادية، لذا لقبت بإمبراطورة أوروبا، كما اتخذت ميركل عدة قرارات هامة خلال فترة توليها هذا المنصب، حيث قامت بدور جبار فى الحفاظ على تماسك منطقة «اليورو» أثناء الأزمة الاقتصادية اليونانية، وتصدرت التنسيق السياسى للرد الأوروبى على النزاع الأوكرانى، وقامت بدور حاسم خلال السنوات الماضية في حل الأزمات والحالات الصعبة، واتخذت قرارات مهمة منها قبول المهاجرين من البحر المتوسط، والعقوبات على روسيا، واستقرار منطقة اليورو، ولها موقف رافض لفكرة الاعتراف من جانب واحد بفلسطين كدولة.