الإثنين 23 ديسمبر 2024

عرب وعالم

أجراس "نوتردام" بباريس تُقرع من جديد وأبوابها تُفتح مجددًا بعد 5 سنوات من حريق 2019

  • 7-12-2024 | 22:52

كاتدرائية نوتردام

طباعة
  • دار الهلال

في مشهد مهيب، بثته وسائل إعلام محلية وأجنبية، بدأت الاحتفالات الرسمية بإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، أحد أهم معالم فرنسا التاريخية والدينية، وذلك بعد خمس سنوات من إغلاقها إثر الحريق الهائل الذي دمر أجزاء كبيرة بهذا الصرح التاريخي.

وخلال مراسم دينية، ووسط حضور أكثر من 3 آلاف شخص، قام رئيس أساقفة باريس، لوران أولريش، بأحد الطقوس التقليدية العريقة تتمثل في طرق أبواب الكاتدرائية المغلقة بعصاه ثلاث مرات، ليرد عليه منشدو "نوتردام" (سيدتنا العذراء) وفُتحت الأبواب ودخل رئيس الأساقفة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفقة قرينته بريجيت.

وكان الرئيس الفرنسي وقرينته قد استقبلا بساحة الكاتدرائية، مساء اليوم، نحو 40 رئيس دولة وحكومة من بينهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني، فضلا عن ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، وكذلك عددا من ممثلي المنظمات الدولية الذين حرصوا على حضور حفل إعادة افتتاح نوتردام، واحدة من أكبر الكاتدرائيات في الغرب، والمدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وفي بداية الحفل ، دقت أجراس الكاتدرائية وقام رئيس أساقفة باريس، لوران أولريش، بطرق أبوابها بعصاه ثلاث مرات، إيذانا بإعادة افتتاحها، وأضاءت واجهة الكاتدرائية في لحظة مهيبة نالت إعجاب جميع الحاضرين.

ثم تم عرض فيلم وثائقي كشف عن مجرى الأحداث منذ حريق 15 أبريل 2019 وأعمال الترميم التي تمت، مع تكريم كل من ساهم في هذا الإنجاز، من رجال الإطفاء والمهندسين المعماريين والعاملين في مجال الفن وكل الحرفيين، الذين دخلوا الكاتدرائية وسط تصفيق الجميع.

وألقى الرئيس الفرنسي كلمة أشاد فيها بإعادة افتتاح هذه الكاتدرائية العريقة وأهميتها من الناحية الدينية ، وأعرب عن فخره وعن امتنان الأمة الفرنسية لكل من أنقذ وساعد وأعاد بناء "نوتردام باريس" ، كما أشاد بشجاعة رجال الإطفاء الذين ساهموا في إنقاذ الكاتدرائية وإخماد الحريق في عام 2019.

ومن المقرر أن يُقام بعد ذلك حفل موسيقي استثنائي يجمع نخبة من أشهر الفنانين العالميين، من بينهم المغنية اللبنانية هبة طوجي، لتقديم فقرات موسيقية تليق بهذا الحدث التاريخي.

هذه الكاتدرائية، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني عشر ، وأعاد ترميمها المهندس المعماري يوجين فيوليه لو دوك في عام 1859، قد تعرضت في 15 أبريل عام 2019 الى حريق هائل دمر ثلثي سقفها، والتهم برجها الشهير الذي يبلغ ارتفاعه 96 مترا ، ما أدى إلى سقوطه بالكامل.

ومثل هذا الحريق صدمة في فرنسا وفي العالم بأسره، لما يحمله هذا المعلم من قيمة تاريخية وحضارية ، لكن الرئيس الفرنسي تعهد بترميم الكاتدرائية في غضون خمس سنوات، بعد إطلاقه حملة تبرعات حققت عائدا كبيرا.

وعلى مدار خمس سنوات، ساهمت نحو 250 شركة وألفي شخص من الحرفيين والمهندسين المعمارين والمختصين في الفنون، وغيرهم من المهنيين ، في أعمال الترميم والبناء الاستثنائية لنوتردام، التي تمثل رمزا للديانة المسيحية وأيقونة للفن القوطي، بتكلفة بلغت 700 مليون يورو.

وبعد هذه الاحتفالات الرسمية، تفتح الكاتدرائية أبوابها من جديد أمام الزوار والمصلين، وتدق أجراسها وتبدأ الصلوات وتعلو الترانيم وتستعيد بذلك الكاتدرائية بريقها الذي يجذب الأنظار، لتستقبل من جديد زوارها من جميع أنحاء العالم، حيث كان يزورها قبل الحريق نحو ثلاثة عشر مليون زائر سنويا.

الاكثر قراءة