شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، في القمة الدولية الوزارية للصحة والتي أقيمت على مدار يومين بالعاصمة الرواندية كيجالي تحت عنوان، تعزيز النظم الصحية من أجل غدٍ أفضل.
وخلال كلمته الرئيسية التي ألقاها أمام نخبة من الخبراء وصناع القرار في مجال الصحة بالقارة الأفريقية، أكد الدكتور أحمد طه علي أهمية الدور الذي حققه دعم القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لملف الصحة في مصر من خلال إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية التي تستهدف تحقيق الرعاية الصحية والاجتماعية للمواطنين، وكذلك من خلال تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل، الذي يُعد نقلة نوعية في نظام الرعاية الصحية المصري، وأحد أبرز إنجازات الدولة المصرية في عهد الرئيس.
وتحت عنوان "رحلة مصر نحو التميز في جودة الرعاية الصحية والتغطية الشاملة”، استعرض الدكتور أحمد طه التجربة المصرية الرائدة في تحسين جودة الرعاية الصحية وتطوير أنظمة الاعتماد عبر الإنجازات المحورية التي حققتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، بدايةً من تطوير المعايير الوطنية المصرية للاعتماد الصحي والتي نجحت جميعها في الحصول علي الاعتماد الدولي من "الإسكوا"، ووصولاً إلى البدء في مراحل تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل (UHIS)، الذي يُعد حجر الزاوية في إصلاحات الرعاية الصحية بمصر.
وخلال كلمته، أوضح الدكتور أحمد طه أن قانون التأمين الصحي الشامل في مصر قد أرسى منهجًا جديدًا للنهوض بالقطاع الصحي، حيث جعل تطبيق معايير الجودة داخل المنشآت الصحية مسارًا إلزاميًا قبل السماح لها بالانضمام إلى النظام الصحي الجديد. وأكد أن هذا الإجراء لم يكن مجرد شرط إداري، بل كان خطوة أساسية ساهمت بشكل كبير في تعزيز قدرات هذه المنشآت، وضمان جاهزيتها لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية تتماشى مع التطلعات الوطنية والدولية، وأضاف: “لقد أحدث هذا النهج تحولًا جذريًا في مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، ما يعكس التزام الدولة المصرية بتقديم رعاية صحية آمنة ومتقدمة تُلبي احتياجات الجميع.
وأشار الدكتور طه إلى أن مصر، من خلال الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، تسعى إلى توسيع نطاق أنشطتها ليشمل القارة الأفريقية بأسرها، مؤكدا استعداد الهيئة لتقديم الدعم للدول الأفريقية من خلال توفير أطر اعتماد مرنة وقابلة للتطبيق، إلى جانب تنظيم برامج تدريبية وورش عمل تستهدف بناء القدرات البشرية في مجال إدارة الجودة والرعاية الصحية.
كما دعا رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية إلى تعزيز التعاون الإقليمي لإنشاء شبكات من المنشآت الصحية المعتمدة، بما يسهم في تحسين الخدمات الصحية وتوحيد معايير الجودة والسلامة على مستوى القارة.
وأشار الدكتور أحمد طه إلى أن هذا المؤتمر يمثل منصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات بين الدول الأفريقية، معربًا عن تطلعه إلى رؤية تعاون أعمق بين مصر والدول الأفريقية في مجال تعزيز النظم الصحية. وقال في كلمته: “إن النهوض بجودة الرعاية الصحية ليس مجرد هدف وطني، بل هو واجب إقليمي وعالمي يفرض علينا جميعًا العمل معًا من أجل غدٍ أفضل لشعوبنا.”
كما أكد التزام مصر بمواصلة جهودها لدعم الأنظمة الصحية الأفريقية، مستندة إلى خبرتها العريقة ونجاحاتها المتتالية في مجال الاعتماد والجودة. كما أشاد بالتنظيم المتميز للمؤتمر الذي سلط الضوء على أهمية تعزيز التعاون الأفريقي لتحقيق رؤية مشتركة لمستقبل صحي مستدام.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الدكتور أحمد طه سلسلة من الاجتماعات المثمرة مع عدد من القادة والمسؤولين في مجال الرعاية الصحية بعدة دول أفريقية، على رأسهم: د. مريم حسين، وزيرة الدولة للصحة بالصومال ، د. أميت ثاكار ، المدير التنفيذي لمنظمة أعمال الصحة الأفريقية ومقرها العاصمة الكينية نيروبي .
تناولت اللقاءات أوجه التعاون في تطبيق معايير الجودة والاعتماد الصحي وإمكانية نقل التجربة المصرية الرائدة في هذا المجال من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة، وتنظيم ورش عمل ودعم فني للدول الأفريقية الراغبة في تحسين أنظمتها الصحية.
وأكد الدكتور طه استعداد الهيئة لتقديم الخبرات المصرية وتطوير شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية على مستوى القارة.
وحول التعاون المصري- الرواندي في مجال الصحة، تم عقد اجتماع موسع مشترك جمع ممثلي وزارة الصحة الرواندية وقيادات الصحة المصرية، حيث ناقش الجانبان آليات تعزيز التعاون لتحسين جودة الخدمات الصحية من خلال تطبيق معايير الجودة في رواندا بما يتناسب مع احتياجاتها المحلية لتلبية الأولويات الصحية ، وتطوير برامج تدريبية متخصصة تجمع بين الجانب النظري والتدريب الميداني.
شارك من الجانب المصري اللواء طبيب بهاء زيدان، رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور محمد لطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، والدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، والدكتور هشام بدر، نائب رئيس هيئة الشراء الموحد، وذلك بحضور السفيرة نرمين الظواهري، سفيرة مصر في رواندا، والقنصل مادونا مجدي.
وتضمنت المباحثات المشتركة ضرورة تقديم الدعم الفني للمرافق الصحية في رواندا لضمان التنفيذ الفعال لمعايير الجودة حيث تم استعراض تجربة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) في مصر، ودورها في نظام التأمين الصحي الشامل (UHIS)، حيث تم التأكيد على أهمية تبادل الخبرات لتعزيز النظم الصحية في البلدين وتطوير البنية التحتية للخدمات الصحية وفق أعلى المعايير الدولية.