من أشهروأهم شعراء الأدب الإنجليزي، ويراه النقاد، إلى جانب جيفري تشوسر وويليام شكسبير، فهو صاحب الملحمة الشعرية «الفردوس المفقود»، التي لا نظير لها ،ويعدها النقاد أعظم قصيدة ملحمية في الأدب الإنجليزي، وهي الأكثر شهرة بين إنتاجه الأدبي المميز، وإلى جانبها ألف الكثير من القصائد الأخرى التي كان لها أثرًا واضحًا في الأدب الإنجليزي، إنه الأديب جون ميلتون
كتب جون ميلتون مع الشعر كان يكتب ميلتون أعمالًا نثرية مهمة، تحدث فيها عن مواضيع اجتماعية هامة، مثل مناهضة الاستبداد وحرية الضمير وأهمية الكتاب المقدس كدليل على الإيمان والتسامح الديني، وامتد تأثير أعماله إلى الثورتين الأمريكية والفرنسية، ودعا في بعض أعماله إلى إلغاء كنيسة إنجلترا وإعدام الملك تشارلز الأول.
و كان جون ميلتون مغرما بالحرية ولذلك أثر كبير على كتاباته، حيث كان دائم القول بإن الكفاح من أجل الحرية يتمثل في التمرد، كما إنه من المؤثرين وبشدة في بداية تبلور الفكر الليبرالي
الميلاد والنشأة
ولد جون ميلتون في مدينة لندن في 9 ديسمبر 1608م، لعائلة إنجليزية ذات مستوى معيشي واجتماعي جيد جدًا على الرغم من أن الده كان محرومًا من الميراث ومنفي من عائلته، بسبب قراءته للكتاب المقدس بالبروتستانتية؛ على عكس والده الذي كان من الروم الكاثوليك المتشددين، إلا أن الأب بنى نفسه بنفسه وأسس شركته الخاصة في لندن وعمل ككاتب ومدقق لغوي، وكان يعمل أيضًا على الوثائق والمعاملات القانونية، وكان يقرض المال للآخرين، أما زوجته سارة جيفري والدة جون ميلتون فكانت ابنة تاجر وخياط، وأنجبا ثلاثة أطفال من بينهم جون وهو الأخ الأوسط لإخوته آن وكريستوفر
رحلته جون ميلتون التعليمية
تعلم جون ميلتون في طفولته بمدرسة سانت بول المحلية، وتلقىتعليمًا خاصًا من قبل رجل الدين الإصلاحي الاسكتلندي توماس يونج، ودرس في المدرسة القواعد والمنطق وعلم البلاغة، وتعلم أساسيات الرياضيات وعلم الفلك والهندسة والموسيقى، وتعلم اللغات بشكل جيد، فأتقن اللغات اللاتينية واليونانية والعبرية، وكان يتحدث باللغة الفرنسية أيضًا ويعرف الإيطالية بشكل كافٍ للكتابة فيها،
كون جون ميلتون خلال سنوات دراسته الكثير من الصداقات التي بقيت معه لسنوات الشباب وما بعد، وفي عام 1625 حصل ميلتون على شهادة الثانوية العامة من كلية المسيح في كامبريدج، وبعد التخرج من الثانوية كان ينوي أن يصبح وزيرًا، ولكن حبه للغة والشعر غير خططه لاحقًا، ومن الجدير ذكره أن ميلتون أكمل دراساته العليا في كامبريدج وحصل على شهادة بكالوريوس في الآداب عام 1629، وشهادة ماجستير في الآداب أيضًا عام 1632م وهناك كتب قصيدة «في صباح يوم ميلاد المسيح»
مناهضا للحكم الملكي
كان مهتما بكتابة المقالات والقصائد، كان طيله حياته شخصية نشطة في القضايا السياسية والدينية، وإبان الحرب الأهلية الإنجليزية أصبح في صف أوليفر كرومويل المعارض للحكم الملكي، استطاع الفرار من عقوبات حتمية بعد رجوع الحكم الملكي في عام 1660.
وبعد إصابته بالعمى في عام 1652، كرس نفسه لكتابة قصيدة «الفردوس المفقود» والتي تعد ملحمةً شعرية ، ونشرت أول مرة في عام 1667م، وتقع الملحمة الشعرية في 12 كتابًا، وتختلف هذه الكتب في أحجامها، ويدور موضوع الملحمة الرئيسي حول خروج الإنسان من الجنة وهبوطه إلى الأرض، وتعالج الملحمة العديد من القضايا المهمة في اللاهوت المسيحي أهمها: المصير، والثالوث، والأقدار.
وبعد أربع سنوات نشر جون ميلتون قصة انتصار المسيح على إغراءات الشيطان في «استرداد الفردوس» والدراما «عذاب شمشون»، وتشتمل أعماله المعروفة الأخرى على المسرحية القصيرة «كومس» 1637م، و«أريوباجيتيكاز» 1644م.
قام «ميلتون»، في عام 1638م برحلة حج مدعمة بوثائق إلى روما بهدف الاتصال برجال الطبقة المستنيرة وتبادل الأفكار معهم، و اجتمع أيضا مرات عديدة بغاليلو خلال خضوع هذا الأخير للإقامة الجبرية، وكانت تلك الاجتماعات مصورة في العديد من لوحات عصر النهضة، لا سيما منها لوحة الرسام آنيبال غاتي الشهيرة وعنوانها «غاليلو وميلتون» والتي لا تزال حتى أيامنا هذه معروضة في أهم متاحف فلورانسا.
ورحل الأديب الإنجليزي جون ميلتون صاحب «الفردوس المفقود» في 8 نوفمبر 1674م، في بكينغامشاير بإنجلترا ودفن في لندن.