تحقق مدينة الروبيكي للصناعات الجلدية نقلة نوعية في قطاع الصناعات الجلدية في مصر، حيث أصبحت بمثابة المركز الصناعي الإقليمي الأكثر تطورًا في المنطقة، وذلك بدعم كبير من الدولة المصرية وبرعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحولت المدينة من فكرة إلى واقع، لتكون أحد أبرز المشروعات التي تواكب رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تطوير الصناعة المحلية وتعزيز الاقتصاد المصري عبر مشروعات صناعية ضخمة.
مدينة الروبيكي للصناعات الجلدية
وفي هذا الإطار، قال المهندس كامل الوزير، وزير النقل، خلال مراسم إطلاق الطرح الأول للمصانع الجاهزة بمدينة الروبيكي، أن المدينة تمثل بيئة صناعية متكاملة تضم بنية تحتية حديثة تستند إلى أعلى المعايير العالمية.
وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي، أن المدينة توفر شبكة طرق داخلية وخارجية متطورة، وأحدث أنظمة الحماية والأمان، فضلًا عن وسائل اتصال متقدمة تتيح لجميع القطاعات الصناعية التواصل بسهولة تامة.
مدينة الروبيكي قلب الصناعات الجلدية في مصر
وتعد مدينة الروبيكي للصناعات الجلدية أول مجمع صناعي متكامل ومخصص لصناعة الجلود في مصر، ويشمل جميع مراحل الإنتاج من الدباغة إلى تصنيع الأحذية والمنتجات الجلدية، بمساحة إجمالية تبلغ 1629 فدانًا، تضم المدينة حاليًا 195 مصنعًا متخصصًا، ومن المتوقع أن تسهم هذه المصانع في تحقيق معدل نمو صناعي يصل إلى 7% سنويًا في قطاع الجلود.
كما أن المدينة تسعى لتحقيق إنتاج سنوي من الجلود يصل إلى 150 مليون قدم مربع، مما يعزز من قدرة مصر على تصدير هذه المنتجات إلى أسواق عالمية واسعة.
وأكد المهندس محمود سرج، رئيس المجلس التصديري للجلود، في كلمته خلال فعاليات الطرح الأول، أن مدينة الروبيكي تشهد نهضة صناعية هائلة خلال السنوات العشر الماضية، معتبراً أن هذه النهضة تعكس جهود الدولة في تنفيذ رؤية مصر 2030 لتطوير القطاع الصناعي وزيادة الصادرات الوطنية.
وأضاف سرج أن المدينة تهدف إلى مضاعفة الإنتاج من الجلود ليصل إلى أكثر من 250 مليون قدم مربع سنويًا، وهو ما سيسهم في زيادة القيمة المضافة وفتح المزيد من فرص العمل.
البنية التحتية ودور النقل في تسهيل العمليات الصناعية
من جانبه، لفت المهندس جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، إلى أن مدينة الروبيكي هي أمل صناعة الجلود في مصر، مشيرًا إلى أنها أصبحت مركزًا متكاملًا لجميع مراحل صناعة الجلود، من دباغة وصناعة أحذية ومنتجات جلدية.
وأوضح السمالوطي أن المدينة تمثل نقلة حضارية في قطاع المدابغ، الذي تم نقله في وقت سابق من منطقة سور مجرى العيون إلى الروبيكي، مما رفع من قيمة الصناعات الجلدية في مصر وفتح آفاقًا جديدة للتوسع.
وأشار السمالوطي إلى أن إحدى التحديات التي كان يواجهها العمال في المدينة تتعلق بوسائل النقل، لكنه أكد أنه تم توفير وسائل نقل داخلية حديثة لنقل العمال من المصانع إلى محطات المترو، فضلًا عن توفير اشتراكات خاصة لهم في المواصلات العامة، كما تم تدشين خطوط أتوبيسات خاصة لنقل العاملين، مما يسهل عملية الوصول إلى المدينة.
الاستثمارات في مشروع الروبيكي
وحول حجم الاستثمارات في مدينة الروبيكي، أوضح المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن المشروع يحقق استثمارات تقدر بحوالي 2.5 مليار جنيه، ما يعكس الأهمية الاقتصادية للمشروع في تعزيز الصناعة الوطنية.
وتستهدف المدينة زيادة حجم صادرات الجلود المصرية إلى أكثر من 150 مليون دولار سنويًا، كما أن حجم الإنتاج اليومي لكل عامل في المدينة يقدر بحوالي 50 قدمًا مربعًا، وهو ما يشير إلى إنتاجية عالية مقارنة بالمصانع السابقة في منطقة سور مجرى العيون.
مراحل تطوير مدينة الروبيكي
ويتم تنفيذ مشروع مدينة الروبيكي على ثلاث مراحل رئيسية. تبلغ المساحة الإجمالية للمرحلة الأولى 176 فدانًا، والمرحلة الثانية تمتد على مساحة 109 فدادين، في حين تشغل المرحلة الثالثة 221 فدانًا.
من المتوقع أن تستوعب المرحلة الأخيرة ما بين 100 إلى 150 مصنعًا جديدًا، مما سيعزز من قدرة المدينة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية، وتشمل المراحل المقبلة أيضًا تطوير معمل متطور لاختبار الجلود والمياه، بالتعاون مع مراكز تكنولوجية متخصصة.
مدينة الروبيكي خطوة نحو العالمية
في إطار سعيها للتوسع عالميًا، أعلنت مدينة الروبيكي عن توقيع عقد مع أكبر معرض عالمي للجلود، APLF، والذي يقام سنويًا في هونغ كونغ، لتنظيم نسخة خاصة للشرق الأوسط وأفريقيا في القاهرة تحت اسم "مدينة الجلود بالروبيكي".
ويزور المعرض نحو 60 ألف شخص سنويًا، مما سيوفر منصة هامة للترويج للصناعات الجلدية المصرية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وبهذه الخطوات، تثبت مدينة الروبيكي أنها مشروع صناعي استراتيجي يساهم بشكل كبير في تحويل مصر إلى مركز صناعي عالمي لصناعة الجلود، مع توفير فرص عمل ضخمة وفتح أبواب جديدة للتصدير والنمو الاقتصادي.