أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الولايات المتحدة تحتاج إلى المساعدة في بناء سوريا جديدة من أجل كتابة فصل جديد أكثر إشراقا لهذه الدولة.
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته اليوم،إن سوريا قد تبدو بعيدة كل البعد عن المصالح الأمريكية، وقبل مغادرة الأسد، دعا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى "عدم التدخل في الصراع بسوريا".
غير أن الصحيفة أكدت أن الولايات المتحدة متورطة بالفعل، إذ يعمل حوالي 900 جندي أمريكي وعدد غير معلن من المقاولين العسكريين في شمال شرق سوريا بالقرب من العراق، ويقاتلون تنظيم داعش ويدعمون القوات الكردية التي تحارب نظام الأسد.
وقد هاجم فصائل المعارضة المسلحة باستخدام الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار القوات الأمريكية 125 مرة منذ أكتوبر 2023.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الاضطرابات السورية سببت أكبر أزمة لاجئين في العالم، إذ يعيش ما يقرب من 6 ملايين نازح سوري في الدول المجاورة وأوروبا.
وقالت إن الاتحاد الأوروبي يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، معظمهم في ألمانيا، وقد ساعد رد الفعل العنيف ضد الهجرة في تغذية صعود أحزاب اليمين المتطرف، أحدها يتنافس على السلطة في الانتخابات الألمانية المقرر إجراؤها في فبراير المقبل. وفرنسا في خضم أزمة سياسية مع إصابة الجمعية الوطنية بالشلل بسبب حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.
وأوضحت الواشنطن بوست أنه حتى قبل مغادرة الأسد، كان بعض الساسة الأوروبيين يتجهون ــ قبل الأوان ــ إلى إعلان انتهاء الصراع السوري حتى يتمكنوا من إجبار اللاجئين على العودة إلى ديارهم. ولا ينبغي لهم أن يتصرفوا بسرعة كبيرة الآن حتى تتضح صورة سوريا.