عشرات المبادرات التي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاقها خلال السنوات الماضية، ساهمت في إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، استهدفت تلك المبادرات تبني سياسات حماية متكاملة هادفة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم الدعم لجميع الفئات داخل المجتمع، وتحسين جودة الحياة، والاستثمار في رأس المال البشري.
ويحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي وإحياء الذكرى الـ76 لاعتماد "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" كأول وثيقة أممية لصون وحماية الكرامة الإنسانية.
المبادرات الرئاسية وحماية حقوق الإنسان
وعملت القيادة السياسية على تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل في مختلف المحاور والاتجاهات، فجاءت المبادرات الرئاسية ترجمة لهذه الجهد، فتنوعت بين مبادرات لبناء الإنسان صحيا منها مبادرة 100 مليون صحة والتي ساهمت في القضاء على فيروس سي بعدما كانت مصر تسجل أعلى نسبة إصابة فيه عالميا.
كما تضمنت المبادرات أيضا الجانب المجتمعي من خلال توفير حياة كريمة للمواطنين وسكن آمن وحياة أفضل للفئات الأكثر احتياجا، منها مبادرة سكن كريم ومبادرة تكافل وكرامة والمشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة"، وغيرها الكثير في كل المجالات.
مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى
ومن أحدث المبادرات الرئاسية، كانت مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى»، بهدف الاستثمار فى رأس المال البشرى من خلال برنامج عمل يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية من خلال تعزيز الجهود والتنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة فى مختلف أقاليم الجمهورية.، وعلى رأسها الوزارات المعنية، مثل: التربية والتعليم والصحة والأوقاف والثقافة والتضامن الاجتماعى والشباب والرياضة وغيرها.
انطلقت المبادرة في 7 سبتمبر الماضي وتستمر لمدة 100 يوم فى جميع محافظات مصر، من خلال عدة محاور رئيسية، مثل تعزيز الأمن القومي، وبناء الإنسان المصري، وتحسين النظام الصحي، وتوفير تعليم أفضل، وتأمين فرص العمل اللائق، وتعزيز الحماية الاجتماعية.
وتضمنت المبادرة خطوات عمل مثل إطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية، وكذلك تعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما خلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
وكانت هذه المبادرة محل إشادة عالمية، حيث وجه د. تيدروس أدهانوم مدير منظمة الصحة العالمية، يوم السبت 14 سبتمبر 2024، كلمة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة انطلاق المشروع القومي للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» مهنئا الرئيس والحكومة بمبادرة «بداية» التي تعكس رؤية شاملة وكاملة، على جميع المستويات، سواء السياسي أو الأمني، وفي التطور الاقتصادي والاجتماعي والوطني، بما يعمل على سرعة تحقيق التنمية البشرية والتطور المنشود، معربا عن ثقته أن المبادرة سيكون لها تأثير كبير في شتى المجالات، كونها تعكس مدى تقارب وتعاون وتكامل الحكومة المصرية.
مبادرة سكن كريم
ومن أبرز المبادرات الاجتماعية كانت مبادرة "سكن كريم"، التي أطلقتها وزارة التضامن، في نوفمبر 2017، بهدف تحسين الأوضاع الصحية والبيئية، وتطوير منازل الأسر الفقيرة وفي مقدمتهم الذين يتلقون معاش "تكافل وكرامة "، بهدف تحسين البنية التحتية لمنازلهم ليكون السكن كريماً آمناً من خلال تركيب وصلات الصرف الصحي ومياه الشرب وإنشاء أسقف وتأهيل المنازل، وذلك بالقرى الأكثر احتياجا بالمحافظات المستهدفة .
مبادرة سجون بلا غارمين
وفي 2015، أطلق الرئيس السيسي مبادرة سجون بلا غارمين، بهدف سداد ديون الغارمين، وسددت المبادرة بالفعل ديون الآلاف من الغارمين والغارمات وتم الإفراج عنهم، وبلغ عددهم حتى عام 2021 نحو 6400 غارم وعارمة تم تسديد ديونهم بقيمة 42 مليون جنيه.
مبادرة مراكب النجاة
وفي عام 2019، أطلق الرئيس مبادرة "مراكب النجاة" وذلك للحد من الهجرة غير الشرعية والتوعية بمخاطرها، واستهدفت المبادرة أيضا توفير البدائل الإيجابية من تدريب وفرص عمل وريادة الأعمال للشباب بالمحافظات، التي تنتشر بها ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والبالغ عددها 14 محافظة.
واستهدفت المبادرة المحافظات التي تتنشر فيها ظاهرة الهجرة غير الشرعية وهي: الفيوم والبحيرة والغربية والمنوفية والقليوبية والدقهلية والشرقية وكفر الشيخ وبني سويف والمنيا وأسيوط والأقصر وقنا وسوهاج، حيث عملت المبادرة على ضم 33 قرية من القرى الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة"، وتخصيص دعم قيمته 250 مليون جنيه لتنمية وتطوير القرى المستهدفة.
مبادرة فحص المقبلين على الزواج
في فبراير 2023، تم إطلاق المبادرة بهدف أن تكون مصر خالية من الأمراض المعدية المنتقلة بين الأزواج، وكذلك خفض نسب الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية وتقليل فرص تعرض الأجيال القادمة للإصابة بالأمراض الوراثية.
واستهدفت مبادرة فحص المقبلين على الزواج من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، لإجراء الفحص الطبي، واستخراج الشهادة الصحية، مع ضرورة إجراء التحاليل قبل موعد إتمام الزواج بمدة لا تقل عن 14 يومًا للحصول على نتائج التحاليل .
تشمل الفحوصات الطبية المقدمة بالمبادرة الكشف عن الأمراض غير السارية (السكر، ارتفاع ضغط الدم، السمنة)، وكذلك الكشف عن الأمراض المعدية (فيروس بي، فيروس سي، فيروس نقص المناعة البشري)، بالإضافة إلى إجراء تحاليل فصيلة الدم، Rh ، هيموجلوبين .
وتتاح خدمات المبادرة في 300 مركز ووحدة طبية، بمعدل مركز طبي على الأقل داخل كل إدارة صحية، طوال أيام العمل الرسمية، بدءا من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، مشيرًا إلى توافر فريق طبي مختص بتقديم خدمات المبادرة في كل وحدة ومركز طبي، يتكون من (طبيب، ممرض، فني معمل) .
تقوم وزارة الصحة والسكان، بإمداد المواطنين بالمعلومات، والرد على الاستفسارات الخاصة بمبادرة فحص المقبلين على الزواج من خلال الخط الساخن 15335، أو زيارة الموقع الإلكتروني : من هنا.
تكافل وكرامة
وفي عام 2015، بدأت وزارة التضامن بالتعاون مع بعض الوزارات والجهات تنفيذ برنامجي الدعم النقدى تكافل وكرامة بهدف دعم الفئات الأكثر فقرا فى قرى صعيد مصر وفى بعض المناطق المتاخمة لمحافظتى القاهرة والجيزة، حيث يستهدف البرنامج الأسر التى لديها أطفال يلتحقون بمراحل التعليم المختلفة حتى المرحلة الثانوية، أو صغار يحتاجون للرعاية والمتابعة الصحية، وكذلك فئة كبار السن فوق 65 عاما والذين لا يقدرون على العمل وليس لهم مصادر دخل ثابتة أو المعاقين إعاقة تمنعهم من العمل والكسب.
ووصل حجم تمويل برنامج «تكافل وكرامة»، إلى 41 مليار جنيه العام المالي الجارى تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، حيث يبلغ عدد المستفيدين ما يقرب من 21 مليون مواطن يمثلون 5.2 مليون أسرة، إضافة 73 ألف أسرة جديدة للحصول على برنامج الدعم النقدي « تكافل وكرامة» بداية من شهر يوليو الماضي، وذلك وفقا لقاعدة البيانات الخاصة ببرنامج الدعم النقدي « تكافل وكرامة» على مستوى محافظات الجمهورية.