على بعد كيلو مترات ناحية الظهير الصحراوي، وبالتحديد غرب مدينة ملوي بحوالي 18 كم تقع منطقة "تونا الجبل" الأثرية، تلك المنطقة التي تضم العديد من العالم الفريدة والنادرة، سواء الأثرية مثل مقبرة الكاهن بيتوزيريس، أو المعاصرة مثل استراحة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، أو بيت المهندس الذي شهد تصوير فيلم "دعاء الكروان"، أو منطقة الأنفاق الفريدة التي تضم العديد من الأنفاق التي تعود إلى آلاف السنين.
ولعل مقبرة الكاهن بيتوزيريس أبرز ما يميز المنطقة، يرجع تاريخ المقبرة إلى 300 ق.م، أي في بداية العصر البطلمي، وتخص الكاهن بيتوزيريس وهومن كبار كهنة تحوت، وهو المعبود الرئيسي لمنطقة الأشمونيين، ولقد تم اكتشافها وترميمها على يد "جوستاف ليف بفر"، في العشرينات من القرن الماضي حوالي 1920م.
ويُسير التصميم والشكل العام للمقبرة إلى أن أنها اتخذت تصميمًا جديدًا غير المتعارف عليه في المقابر المصرية، بالإضافة لتقليده ومحاكاته للمعابد المصرية ذات البهو الواسع التي يتوسطها أو يوجد بها المقبرة، ويتميز المبنى بل ويشتهر بالمزج بين جذور الثقافتين المصرية واليونانية متأثرًا أيضًا بالممارسات اليونانية الدينية والعقائدية.
يود أمام المدخل الرئيسي للمقبرة مذبح تذكاري بينما يتم توضيح مشاهد الحياة اليومية في القاعة نفسها والتي تظهر وبشدة التأثير اليوناني في ذوق وأسلوب صناعة التماثيل، علاوة على المشاهد الدينية للمقبرة، وذلك يركز بالأساس على الذوق والتقليد الفرعوني.