تعد الفنون التشكيلية من أمتع الفنون وأعرقها على مر التاريخ، وقد نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ 1 يناير 1947، بعض اللوحات الشهيرة مصحوبة بقصتها التي تعبر عنها، من بين هذه اللوحات، كانت لوحة "لوكريشيا".. للرسام الإيطالي جويدو ريني.
قصة × صورة
ذكرت مجلة الهلال أن أسرة "تاركوين" انتزعت عرش روما من أسرة "انكوس" في القرن السادس قبل الميلاد، فكان منها ملكان، قاما بإصلاحات وفتوحات عظيمة، ولكنهما كانا شديدي الوطأة على الشعب، فكان خصومهما العديدون يتربصون بهما الدوائر، ويتحينون الفرص لإسقاط أسرتهما من الحكم
وأوضحت "الهلال" إنه في عهد "تاركوين الثاني" خرج الملك على رأس جيشه، وحوله أمراء الأسرة المالكة جميعا، إلى مدينة "اردى" ، فضربوا عليها الحصار. وخطر للأمراء أن يعودوا فيفاجئوا نساءهم اللواتي تركوهن في روما، ليعلموا إلى أى حد يحافظن على الشرف والأعراض .
وأضافت "الهلال" أن الأمراء غادروا الجيش ليلا على ظهور الجياد، وعادوا إلى روما، فإذا بهم يجدون زوجاتهم خارج البيوت منصرفات إلى اللهو والمرح، ما عدا "لوكريشيا" زوجة الأمير "كولاتين تاركوين" فقد كانت قابعة في عقر دارها، تغزل الصوف مع وصيفاتها وخادماتها.
أشارت "الهلال" إلى أن "سیکستوس تاركوين" - ابن الملك – رأى لوكريشيا فأعجبته، وبعد بضعة أيام عاد وحده إلى روما، وطلب من لوكريشيا أن تضيفه في قصرها، فرحبت به، لصلة القرابة التي بينه وبين زوجها، فانتظر حتى جن الليل، ثم دخل عليها مخدعها وراودها عن نفسها، وهدد بقتلها إذا هي لم تخضع لرغبته، فإن لم تفعل أعلن في المدينة أنه قتلها لأنها تخون زوجها! واستسلمت "لوكريشيا" للشاب الأثيم خوفا من الفضيحة، ولكنها في اليوم التالي استدعت أباها وزوجها، وأطلعتهما على حقيقة ما حدث، ثم استلت خنجرا وأغمدته في صدرها!
واختتمت المجلة بذكر أن شابا من خصوم الملك، يدعى "جونيوس بروتس" التقط الخنجر وراح يطوف المدينة داعيا الشعب الى الثورة والتخلص من أسرة "تاركوين " فقامت في المدينة ثورة جامحة اكتسحت العرش وطاحت بالملك وأفراد أسرته وتوالت بعد ذلك عصور خلد الرسامون فيها هذا الحادث المفجع في لوحات فنية رائعة، بينها لوحة الرسام الإيطالي جويدو ريني.