السبت 18 يناير 2025

ثقافة

من وضع فن القصص والروايات؟

  • 8-12-2024 | 13:28

مَن وضع فن القصص والروايات؟.. الهلال تجيب في عددها الصادر عام 1907

طباعة
  • بيمن خليل

يتساءل البعض عن فن القصص والروايات وكيف ظهرت ومن واضع هذا الفن؟ وهل كانت القصص في البداية تُروى شفهيًا أم دوّنت في نصوص مكتوبة؟ وكيف تطورت هذه الفنون عبر العصور؟ وما هي القصص والروايات الأولى التي ظلت تُنقل في تاريخ الأدب؟ حتى وصلت إلينا اليوم؟ وأي شعوب عرفت هذا الفن وطورته؟

هكذا ورد سؤال لمجلة «الهلال» من أحد القراء، يدعى "علي صبحي"، يسأل فيه المجلة التي كانت ولا تزال منارة للفكر والثقافة، عن تاريخ القصص (الروايات) ومَن هو واضع هذا الفن؟

مَن وضع فن القصص والروايات؟

ردت مجلة "الهلال" على هذه الاستفسار في عددها الصادر بتاريخ 1 ديسمبر 1907، موضحة أن القصص أو الروايات فن قديم يتنوع بين الحماسي والغرامي والتاريخي والأدبي والنثري، وبالرغم من إن هذا المقام لا يسع كل التفاصيل، فنجيب على السؤال بخلاصة إجمالية عن تاريخ القصص.

أضافت "الهلال"، أن الفضل الأول في وضع فن القصص أو الروايات يعود إلى المصريين القدماء، مثل فضلهم في كثير من عوامل التمدن القديم، فقد عثر الباحثون في الآثار المصرية على درج من البردي (البابيروس) باللغة الهيروغليفية، هو الآن في المتحف البريطاني بلندن، تحتوي على قصة كتبت منذ ثلاثة آلاف عام، وقد قرأها وحل رموزها الدكتور بروكش، العالم الأثري المشهور سنة 1865.

وأوضحت "الهلال"، أن مؤلف هذه القصة كان من كتاب البلاط الملكي في عصر منفتاح ابن رعمسيس الثاني وولي عهده، عباراتها واضحة سهلة، ومع كثرة ما فيها من الخيال الشعري فإن أسلوبها بسيط بلا تكلف ولا تقعر يشبه أسلوب الكتاب المقدس شبها كثيرا.

وأشارت المجلة إلى أن أبطال هذه الرواية هما أخوان، امرأة أكبرهما شكت أصغرهما إلى أخيه تزعم أنه راودها عن نفسها، على نحو ما ذكروه عن يوسف الصديق وامرأة فوطيفار، فسعى الأخ الصغير في التخلص من غضب أخيه بمساعدة إله الشمس، ونالت المرأة جزاءها بعد ظهور كيدها، وعاد الأخوان إلى المصافاة وصار أكبرهما نائب الملك بمصر.

وأكدت المجلة أن هذه القصة يليها قصص اليونان، وأقدم ما وصلنا منها هي إلياذة هوميروس عن حصار طروادة، وهي تعتبر من روايات الحماسة والفروسية، ومثلها قصة الصوف الذهبي عن قدموس الفينيقي ومجيئه إلى بلاد اليونان، وقصة عولوس واينياس.

وأشارت "الهلال" إلى أن الرومان اقتدوا باليونان، فأخذوا قصصهم فنقلوها إلى لسانهم مع بعض التبديل والتعديل، وأخذوا بعض حوادثها ففصلوه تفصيلاً في روايات مستقلة، وظل ذلك دأبهم في أثناء الأجيال الوسطى فإن معظم ما كتب في ذلك العهد من الروايات منقول عن اليونان حرفيًا أو إجمالًا أو قلدوا اليونان في تأليفه.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة