استمرت وتيرة التصعيد الإسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة مسفرة عن عشرات الشهداء والمصابين، في الوقت الذي أصبحت فيه المنظومة خارج الخدمة بفعل الهجمات الإسرائيلية المتكررة عليها، ما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات في صفوف الجرحى.
العدوان على غزة
في اليوم الـ434 للعدوان الإسرائيلي على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازرة، وصل منها للمستشفيات 40 شهيدًا، إلى جانب 98 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبهؤلاء ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 44.875 شهيدًا، و 106.454 مصابًا، بحسب المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، مجزرة وحشية مروعة في النصيرات بعد أن قصف مربعًا سكنيًا يضم عدة بنايات يقطنها عشرات المدنيين وغالبيتهم من الأطفال النساء، ما أسفر عن 33 شهيداً، فضلًا عن 84 مفقودًا ومصابًا غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، طبقًا لما أورده مكتب الإعلام الحكومي بغزة.
وتتزامن المجازر الإسرائيلية مع إسقاط إسرائيل للمنظومة الصحية في غزة، وذلك عبر استهداف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها بالقطاع منذ أكثر من 14 شهرًا.
وقتلت القوات الإسرائيلية 1057 شخصًا من الطواقم الطبية بغزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى أكثر من 135 عالمًا وأكاديميًا، بينهم البروفيسور عبد السلام أبو زايدة، الذي قتل مع 6 آخرين في غارة على عمارة الملش بمدينة غزة، وفق توثيق المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان.
وفي شمال غزة، يستهدف جيش الاحتلال الطواقم الطبية بشكل ممنهج في مسعى لتدمير النظام الصحي وفرض ظروف معيشية مميتة تؤدي إلى هلاك الفلسطينيين وحرمانهم من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية، طبقًا للمرصد.
وكشف أن الجيش الإسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان أكثر من 20 مرة خلال الأيام العشرة الماضية، مما أسفر عن إصابة أفراد من الطواقم الطبية والمرضى.
دعوة إلى إنقاذ الوضع
بدورها، دعت حركة حماس، الخميس، مجلس وزراء الصحة العرب، المنعقد في دورته الـ61 بالعراق، إلى اتخاذ قرارات عملية وعاجلة لإنقاذ منظومة القطاع الصحي في غزة، التي تعرضت لتدمير منهجي طال بنيتها التحتية وكوادرها الطبية، بفعل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
وأوضحت أن خروج المستشفيات عن الخدمة وافتقارها للإمكانيات الطبية الأساسية، يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات في صفوف الجرحى، في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية من غذاء ودواء ووقود.
وأكدت على ضرورة العمل والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الطبية والإنسانية الدولية، لتبني خطط عاجلة تهدف إلى إنقاذ القطاع الصحي في غزة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لضمان تقديم الخدمات الإنسانية.
وطالبت وزراء الصحة العرب بالضغط على الاحتلال لإدخال المستشفيات الميدانية بكامل تجهيزاتها وكوادرها إلى قطاع غزة، و تمكين الجرحى والمرضى الذين يعانون من حالات حرجة من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.
ميدانيًا، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها تدك قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في منطقة البريد بمخيم جباليا شمالي القطاع بقذائف هاون من العيار الثقيل، قبل أن تعلن الاستيلاء على 3 مسيرات إسرائيلية أثناء قيامها بمهام استخبارية في حي الجنينة شرقي مدينة رفح.
فيما قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها قصفوا بقذائف الهاون تجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في محيط نادي خدمات جباليا شمالي قطاع غزة.