الأربعاء 18 ديسمبر 2024

تحقيقات

آخرها محطة أبيدوس.. مشروعات تنموية عملاقة غيرت وجه الحياة في مختلف المحافظات

  • 14-12-2024 | 15:49

محطة طاقة شمسية

طباعة

طالت أيدي الحكومة التنموية مختلف أرجاء المعمورة طوال السنوات الماضية، حيث أنشأت العديد من المشروعات العملاقة في مختلف القطاعات، والتي كان له عظيم الأثر في تحقيق طفرة تنموية، وذلك بداية من قناة السويس الجديدة، مرورًا بالمشروع القومي للصوامع، وصولًا إلى محطة الضبعة النووية، انتهاءً بمحطة "أبيدوس".

 

قناة السويس الجديدة

في عام 2015، جرى افتتاح قناة السويس الجديدة، والتي ساهمت في زيادة إيرادات القناة بنسبة 87.3%، لتصل إلى 10.3 مليار دولار عام 2023، مقابل 5.5 مليار دولار عام 2014.

وقناة السويس الجديدة، عبارة عن فرع بطول 35 كيلو مترًا يمر بموازاة قناة السويس الأصلية التى يبلغ طولها 190 كيلو مترًا، وتم الإنشاء من الكيلو 60 إلى الكيلو 95 "ترقيم القناة" بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات الكبرى بطول إجمالى 37 كم "إجمالى أطوال المشروع 72 كم".

وكان لذلك المشروع الفضل في تبني استراتيجية تنموية متكاملة لتطوير المجرى الملاحي للقناة والحفاظ على مكانتها الرائدة رغم التحديات العالمية المختلفة، حيث ساهمت فى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة ورفع تصنيفها وتعظيم القدرات التنافسية من خلال إضافة شريان جديد، وتفادى أى تحديات ملاحية طارئة، واختصار زمن عبور السفن للنصف وتحقيق أعلى معدلات الأمان الملاحى.

 

المشروع القومي للصوامع

في عام 2015، تم البدء في تنفيذ المشروع القومي للصوامع على مساحة تقدر بنحو 20 ألف متر للصومعة الواحدة، وذلك باستخدام أحد أهم التقنيات، التي تتمثل في وضع ميزان بسكول لوزن أجولة القمح المحملة في السيارات، ويتم تشغيلها من خلال غرفة التحكم التي تُمكن المنظومة الجديدة من إخراج الكميات المطلوبة من الأقماح دون هدر.

وحتى عام 2023، جرى تطوير 21 صومعة، فضلًا عن ارتفاع إجمالي عدد الصوامع في مصر من 32 صومعة، قبل 2014 إلى 83، وفقًا للمعطيات الرسمية، مما ساهم في مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على تصدير القمح، حيث كانت مصر تمتلك وقت اندلاع الحرب في عام 2022 احتياطي استراتيجي يكفي إلى أربعة أشهر، ما مكن الدولة من التعامل بشكل مرن مع تلك الأزمة المفاجئة.

وقد أثمر المشروع القومي للصوامع بدخول وزارة التموين والتجارة الداخلية موسم حصاد القمح 2024 بتأمين كامل لكميات القمح المتوقع توريدها.

وتشير بيانات الوزارة إلى أن طاقتها التخزينية ارتفعت لـ 5.5 مليون طن، وذلك بالصوامع التابعة لها إضافة إلى صوامع القطاع الخاص والهناجر والبناكر، وفي الوقت الراهن، يجري زيادة الطاقة التخزينية لعدد 60 صومعة حقلية على مستوى الجمهورية؛ لتصبح 10 آلاف طن بدلًا من 5 آلاف طن للصومعة الواحدة، إضافة الى تطوير ورفع كفاءة عدد 21 صومعة تابعة لشركات المطاحن بسعة تخزينية بلغت 530 ألف طن.

 

محطة الضبعة النووية

بدأ المشروع خطواته الأولى نحو التنفيذ، في نوفمبر 2015 بتوقيع اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهروذرية بكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار قدمتها روسيا قرضًا حكوميًا ميسرًا للقاهرة، وفي ديسمبر 2017 وقع الرئيس السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي حينها للقاهرة.

ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي للمفاعل الأول بالمحطة خلال النصف الثاني من 2027، بينما ينتظر أن يبدأ التشغيل التجاري للمفاعل في سبتمبر 2028، على أن يتبعه تدشين باقي وحدات المفاعل.

وتتألف "محطة الضبعة" من 4 مفاعلات نووية، قدرة الواحد منها 1200 ميغاواط، بإجمالي قدرة 4800 ميغاوات.

ويأتي مشروع محطة الضبعة النووية، فى إطار إستراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة ومواكبة رؤية الجمهورية الجديدة، ويسهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية، وتعزيز أمن الطاقة، ودعم خطط التنمية، وتعزيز النمو الاقتصادي.

 

 مجمع بنبان للطاقة الشمسية

تم البدء في تنفيذ مشروع مجمع "بنبان" للطاقة الشمسية في عام 2015، بشراكة مع نحو 40 شركة متخصصة في إنتاج الطاقة وفقًا للمعايير الدولية من بينها "أكسيونا" الإسبانية و"ألكازار إنيرجي" الإماراتية و"إينيري"الإيطالية و"توتال"الفرنسية و"شينت" الصينية و"سكاتيك" النرويجية.

وقد ساهم المشروع الذي افتتح في عام 2021 في تفادي 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز وجذب الاستثمارات الأجنبية في المنطقة وإصدار قوانين داعمة للإستثمار، كما كان للمشروع تأثير تنموي ومجتمعي في المنطقة من خلال تحويل المدرسة الثانوية للصناعة إلى مدرسة للطاقة الشمسية، بعد الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم، لتنفيذ مقترح محافظ أسوان لتحويل المدرسة الثانوية الصناعية ببنبان إلى مدرسة للطاقة الشمسية، لتضم كافة حرف الطاقة الشمسية من بدايتها وحتى محطات توليد الكهرباء بجميع جوانبها .

يعادل إنتاج المشروع من الكهرباء 90% من الطاقة المنتجة ‏من السد العالى دخلت جميعها التشغيل الفعلى للخدمة على الشبكة القومية الموحدة.

وقد حصل مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان على عدد كبير من الإشادات الدولية أبرزها إشارة "بيرني ساندرز" عضو مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن "مصر تبني أكبر محطة طاقة شمسية في العالم، وهو ما يعد ثورة تكنولوجية يحتذى بها في تحقيق نمو اقتصادي يضمن للأجيال القادمة حقها" كما ذكرت وكالة الفضاء "ناسا" أن مصر تحقق نقلة نوعية نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.

 

توشكى الخير

في عام 2021، افتتحت المرحلة الأولى من مشروع "توشكى الخير"، والتي كان لها عظيم الأثر في إعادة المشروع الذي يقع في جنوب أسوان للحياة مرة أخرى، وذلك ضمن خطة البرنامج الرئاسى لزراعة 4 مليون فدان.

وفي الوقت الحالي، تبلغ مساحة المشروع 400 ألف فدان، وستصل إلى 600 ألف فدان بنهاية عام 2025، ويضم "أكبر مزرعة تمور في العالم" المزروعة على مساحة 38 ألف فدان، بواقع 1.6 مليون نخلة مثمرة، حيث تنتج أكثر من 44 صنفًا من التمور، وهو ما يساعد في وضع مصر بصدارة أهم 10 دول منتجة ومصدرة للتمور حول العالم، وتم تسجيلها بموسوعة جينيس القياسية كأكبر مزرعة في العالم، بالإضافة إلى الاستفادة من المسافات البينية في زراعات لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مصر وتعزيز التنمية المستدامة.

وبلغت المساحة المنزرعة من القمح بالمشروع نصف مليون فدان باعتباره المحصول الاستراتيجي، حيث ينتج الفدان الواحد في المتوسط بين 18: 20 إردبًا للفدان، ومن المتوقع ارتفاعها في الفترة المقبلة إلى 22 إردبًا للفدان. 

كل ذلك إلى جانب محاصيل الذرة الشامية البيضاء التي تدخل في صناعة الدقيق بالإضافة إلى محاصيل البطاطس والفول السوداني، وهناك أيضًا 200 فدان من العنب بأصنافه المختلفة من أجود الأنواع، ليكون صالحًا للاستيراد ومنافسة المنتجات العالمية، بالإضافة إلى مزرعة المانجو باعتبارها المحصول الثاني بعد النخيل، بأعلى إنتاجية للفدان الذي يتراوح إنتاجه من٣ :٨ أطنان مانجو للفدان بأصنافه وأنواعه المختلفة، إضافة لتميز المنتج بأنه خال من جميع أنواع المبيدات الزراعية.

 

الفيروز للاستزراع السمكي

يعتبر مشروع الفيروز للاستزراع السمكي بمحافظة بور سعيد، الذي افتتح في عام 2021، الأكبر من نوعه فى الشرق الاوسط، ليضيف إنجازًا جديدًا لسلسلة الانجازات التنموية العملاقة التى تشهدها مصر خلال السنوات الاخيرة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وساهم المشروع فى تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، وذلك بانشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها، حيث وفر المشروع ١٠ آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة فى العديد من المهن والتخصصات فى هذا المجال، كما يهدف لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد، ويزيد من فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية مما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطنى.

 

مدينة دمياط للأثاث

افتتح مدينة الأثاث بدمياط، في عام 2022، كواحدة من المشروعات القومية الكبرى، وإحدى سلاسل المدن الجديدة المتخصصة في الصناعات الإستراتيجية، حيث تضم كافة متطلبات صناعة الأثاث مثل المصانع والورش المختلفة لصناعة الأثاث والصناعات التكميلية ومراكز الخدمة والمناطق الإدارية والاستثمارية.

كما تضم 54 حظيرة تحتوي على 1348 مصنعًا وورشة ومركزًا لتكنولوجيا الأثاث و 5 مراكز خدمة من بينها ورش مركزية لخدمة صغار المصنعين والمحلات التجارية والمكاتب الإدارية وبنك ومركز شرطة ومركز إطفاء وعيادة طبية.

 

محطة الدلتا الجديدة

في عام 2023، افتتحت محطة "الدلتا الجديدة"، التي تعد علامة فارقة في الخطة الوطنية للموارد المائية في مصر، فقد جرى إعلانها كأكبر منشأة لمعالجة المياه في العالم

 وقد قام بإنشائها تحالف ضم كل من شركة ماتيتو، أوراسكوم للإنشاءات، المقاولون العرب، وحسن علام للإنشاءات بتكليف من وزارة الدفاع وإدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة. 

وحققت المحطة أربعة أرقام قياسية عالمية من قبل موسوعة "جينيس" العالمية، نظرًا لأنها أكبر منشأة لمعالجة المياه في العالم، وأكبر محطة لمعالجة المياه في العالم من حيث السعة والقوة التشغيلية، وأكبر مساحة لطلاء الإيبوكسي في المباني، وأخيرًا أكبر محطة لمعالجة الحمأة في العالم.

تبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة، نحو ٧.٥ مليون متر مكعب يوميًا من مياه الصرف الزراعي، مما يساهم في استصلاح وتطوير ٢ مليون فدان بغرب الدلتا. كما تم تشييد المحطة على مساحة تفوق ٣٢٠ ألف متر مربع، وقوة تشغيلية بقدرة ٨٦.٨ متر مكعب في الثانية، ومعالجة الحمأة بقدرة ضخمة تصل إلى ٦٧٠.٠١ كجم/ث، لتصبح بذلك واحدة من أكبر مشروعات الاستدامة في العالم، والتي تضم أحدث ما توصلت إليه التقنيات وحلول الاستدامة العالمية. 

 

محطة "أبيدوس"

واستكمالًا لمسيرة التنمية، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم السبت، محطة "أبيدوس" الشمسية بقدرة 560 ميجا وات.

وتقع محطة "أبيدوس" للطاقة الشمسية على مساحة 10 آلاف متر مربع من صحراء كوم أمبو بأسوان، حيث تعتبر أحد المشروعات القومية مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ضمن خطة الدولة لإضافة 4500 من الطاقة المتجددة قبل صيف 2025 لعدم الاضطرار للجوء لتخفيف الأحمال مرة أخرى.

وقال رئيس الوزراء إن محطة "أبيدوس 1" لا تمثل مجرد إضافة إلى قدرات مصر الإنتاجية في مجال الطاقة المتجددة، بل تؤكد توجه الدولة المصرية نحو وجود تحول نوعي في كيفية التعامل مع مواردها الطبيعية؛ وتوظيفها بشكل أكثر كفاءة بما يغطى احتياجات الدولة المصرية، مؤكدًا أن التحديات البيئية التي تواجه العالم تتطلب منا أن نكون في طليعة الدول التي تسعى لتبني حلول مبتكرة ومستدامة، حيث أن المشروع يأتي في إطار استراتيجية مصر الوطنية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز التكيف في قطاع الطاقة.

الاكثر قراءة