برج جرس كاتدرائية مدينة بيزا الإيطالية، أحد أشهر معالم المدينة العريقة، يعتبره البعض أحد عجائب الدنيا، نظرًا لصموده لمئات السنين رغم تعرّضه لميل مفاجئ فور البدء في بنائه في أغسطس 1173م، ومنذ ذلك الوقت أطلق عليه "برج بيزا المائل".
من عجائب برج بيزا المائل أن بنائه استمر قرابة الـ199 عامًا، ويتكون من ثمانية طوابق من الرخام الأبيض، بُنيت على الطراز الروماني بارتفاع يصل إلى 56 متر، ويبلغ طول السُلّم الداخلي للبرج 294 درجة، وذلك قبل أن يُجهّز حديثًا بمصعد كهربائي.
بعض خبراء العمارة والهندسة، قالوا أن ميل الىبرج يعود تربته الرخوة التي بدأت في الهبوط ومع ذلك لم يتوقف البناء، واستمرت عملية الميل، باستمرار البناء، ورغم المحاولات العديدة لإصلاح الخلل، إلا أن الأمر ما زال على حاله كما هو، وفي العام 1990م، أغلق البرج ومنع وصول الزوار إليه لأنه مُعرّض للانهيار في أي لحظة.
تعرض البرج لعملية تدمير خلال الحرب العالمية الثانية، أسوة بجميع الأبراج التي دُمرت في مدينة بيزا خشية وجود قناصين بها، ولكنّ قرارًا مفاجئًا بالإنسحاب أنقذ البرج من عملية التدمير.
وفي العان 1964م، أعلنت الحكومة الإيطالية حاجتها للمساعدات لمنع سقوط البرج، وبالفعل جرى تعاون دولي على نطاق واسع جدًا، وأجريت العديد من العمليات الهندسية، وتوصل مجموعة من العباقرة حول العالم إلى طريقة يمكنهم من خلالها تعديل وضع البرج وتحويله إلى بناء رأسي كليًا.
كان القرار النهائي الخاص بالبرج أن يستمر على وضعه الحالي، مع إجراءات عمليات تأمين له، مثل وضع 800 طن من الرصاص كثقل في الطرف المرتفع، وإزالة 38 متر مكعب من التربة من ذات الجهة، ثم إعلان البرج مستقرًا بشكل كامل، وفتحه أمام الزوار.
كان السبب في ترك البرج على حالته الحالية، وهو ارتباطه في أذهان الناس بحالة الميل التي تعرض لها، والتي جعلت الناس تأتي لزيارته من مختلف بلدان العالم، ليصبح مع الوقت واحد من أشهر المواقع السياحية، ومقصد العديد من محبي المباني التراثية حول العالم.