سيظل كما لقبه الكثيرون من محبيه والفنانين في مصر وخارجها «القبطان»، وهو واحد من رموز الفن في مصر والعالم العربي، أحب فنه وأخلص له فأصبح نجمًا عاليا في سمائه، رغم رحيله حيث قدم خلال رحلة طويلة مميزة امتدت لعقود شخصيات درامية سكنت في ذاكرة ووجدان الجمهور، وأحبه وسعد به في كل أدواره إنه «قبطان الفن المصري» نبيل الحلفاوي.
البداية.. مسرح
بعد تخرجه من كلية التجارة ودراسة إدارة الأعمال، التحق الفنان القدير الراحل نبيل الحلفاوي، بقسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بسبب حبه الشديد للتمثيل، وتخرج فيه عام 1970م، بدأ مشواره الفني من خشبة المسرح، حيث قدم العديد من المسرحيات ثم إلى التلفزيون والسينما.
في بداية رحلته الفنية شارك نبيل الحلفاوي في مسرحية «أنطونيو وكليوبترا» 1976م للمسرحي العالمي ويليام شكسبير، ولمخرج إنجليزى.
وقدم العرض بمشاركة نخبة من فناني المسرح المصري، ومعهم الممثل الإنجليزي كورين ريدجريف، والفنانين فاروق الدمرداش، منى قطان، محمود الزهيري، محمد عناني، نبيل الدسوقي، سميرة عبدالعزيز، نبيل الحلفاوي، تهاني راشد، صبري عبدالعزيزعادل المهيلمي ميرديان، سميحة أيوب «كليوبترا»، فايق عزب، حمدي غيث«أنطونيو»، حمزة الشيمي «أوكتافيوس قيصر».
مسرحية «الزير سالم»
كما شارك «الحلفاوي» في «الزير سالم» 1985م لفرقة المسرح القومي، للمؤلف الكبير ألفريد فرج ومن إخراج عبد الرحيم إبراهيم.
والمسرحية بمشاركة الفناين.. مصطفى محمود، صادق أمين، مؤمن البرديسي، سيد غريب، ثريا إبراهيم، مفيد عاشور، محمد أبو العينين، فايق عزب، خليل مرسي، أحمد السعدني، جمال الشيخ، نجاة علي، منال سلامة، ىأحمد فؤاد سليم، خالد الذهبي، سهير طه حسين، عبدالغني ناصر.
عمر مكرم في «رجل في القلعة»
وشارك «الحلفاوي» في مسرحية «رجل في القلعة» تأليف محمد أبو العلا السلاموني، وإخراج سعد أردش.
والمسرحية بطولة نخبة من الفنانين وهم يوسف شعبان في دور «محمد علي باشا»، وقدم نبيل الحلفاوي دورين هما «صالح/عمر مكرم»، سميرة عبدالعزيز «زينب»، عصمت الشناوي، سيد الشرويدي، صادق أمين، فايق عزب، علي قاعود «خورشيد»، عصام الشويخ، أحمد الناغي «القاضي»، سلوى محمود «زوجة محمد علي»، بسام رجب «مندوب السلطان»، خالد الذهبي «إبراهيم»، خيري شوقي «الضابط الإنجليزي»، رشدي المهدي «المهدي»عوض بدوي «السلطان»، فريدة مرسي «ياسمينة/ هيلانة»، حسن العدل «محروس/ حجاج»، عبدالوهاب الحديدي «القنصل»، سيد خطاب «الكتخدا»، مدحت مرسي «ديوان».
وأخرج المسرحية للتلفزيون الفنان القدير جلال غنيم، إلهام دراز مخرج مساعد تلفزيوني، فتحي عبدالعال، مدير التصوير، ومشاركة المصور محمود زهدي، ﺩﻳﻜﻮﺭ سامية خفاجي، وموسيقى تصويرية علي سعد.
وتتناول مسرحية «رجل في القلعة» تاريخ والي مصر محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، ويدور الأحداث حول مأساة مجتمعاتنا مع التجربة الديموقراطية من خلال أحداث هذه الفترة.
«بيت في الهوا» من المسرح العالمي
وشارك «الحلفاوي» في مسرحية «بيت في الهوا» 1988 للمؤلف العالمي والمسرحي العالمي آرثر ميلر، إعداد وتمصيرأحمد عفيفي، وﺇﺧﺮاﺝ الفنان القدير سمير العصفوري.
وشارك في المسرحية الفنانين.. حمدي غيث، أمينة رزق، سامح الصريطي، نبيل الحلفاوي، أحمد بدير، محمد أبو العينين، فاتن فؤاد، يوسف عيد، أحمد فؤاد سليم، محمد الشرقاوي، آمال شريف.
مسرحية «عفريت لكل مواطن»
وشارك «الحلفاوي» في مسرحية «عفريت لكل مواطن» 1988م، تأليف لينين الرملي لفرقة المسرح الكوميدي، حيث قدّم دور «راضي»، وإخراج محمد أبو داوود، وأخرجها للتلفزيزن فايز حجاب.
وشارك «الحلفاوي» في البطولة.. الفنانة عبلة كامل «مسعدة بنت البواب»، والفنانين رياض الخولي في دور «سمير»، حسن حسين، ثريا حلمي، محمود أبو زيد ، في دور المدير، فادية عكاشة، نهلة رأفت، حسن أبو داوود، عائشة الكيلاني، حسن شبل، سامية حسين سامح عزمي، مجدي عبد الحليم، سيد الشرويدي، محمد عبد الحليم، مخرج منفذ عادل نور الدين، مساعد مخرج فتحي عبد العزيز.
المفتي في «طقوس الإشارات والتحولات»
شارك نبيل الحلفاوي في مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» 1996م، من إنتاج فرقة المسرح القومي بالبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة، والمسرحية من أشهر النصوص المسرحية في الوطن العربي لمؤلفاها للمسرحي السوري سعد الله ونوس، وقدمت الكثير من المرات في مصر والعديد من دول الوطن العربي.
قدم المبدع الفنان نبيل الحلفاوي في «طقوس الإشارات والتحولات» شخصية «المفتي»، وهو دور مهم كثيرًا في نصوص المسرح العربي، ومشارك في المسرحية نخبة من نجوم المسرح المصري والفن وهم.. سوسن بدر في دور«مؤمنة»، وحمدي الوزير«عبد الله»، وفاء الحكيم «وردة»، محمد أحمد«عزت بك»، إبراهيم الدالي «الشيخ محمد»، وخالد الصاوي«عباس»، وخالد صالح «العفصة»، وألفريد كمال«حميد» و المسرحية من إخراج حسن الوزير .
والمسرحية أحد من نصوص المرحلة الثانية للمبدع سعد الله ونوس كتبه على فراش المرض، بروح فنان استصفى المرض دماءه، وأسمى روحه فنفذت فى أعماق النفس البشرية لتبحث فيها، وتنقب عن طبيعتها او تكشف مكنونها، إنها التحولات التى تجرى على البشر جميعًا، فتحيلهم إلى ذواتهم الحقيقية التى أخفاها طويلا قناع الرياء وعباءة الاصطناع.
تجربة تكشف حقيقة المرء
وأحداث المسرحية تدور عقب حادثة تهتز لها مدينة دمشق وهى القبض على نقيب الأشراف و مع غانية، ويتضامن معه المفتى رغم العداوة بينهما ويدبر حيلة مع زوج النقيب، ويبدلها فى السجن مع الغانية فكأنه قُبض عليه مع زوجه مما يُوقع بصاحب الشرطة وتتبدل الأوضاع ويصبح هو سجينًا وسجينه حرًا،عندها يطلق النقيب زوجه كما اشترطت للاشتراك فى حيلة الانقاذ، وتهجر الزوجة حياة العفة إلى دنيا الغواني وتسمى نفسها ألماسة ويهيم بها الرجال وتحدث انقلابا فى حلب، أما النقيب فينقلب متصوفًا طامعًا فى وصل الذات الإلهية، والمفتى ينقلب عاشقًا لألماسة يجاهد نفسه حينا حتى ينهار عند قدميها، وفى تلك الأثناء يتحول أحد الأعوان وبتأثير موجة التهتك المتفشية إلى مثلىّ، ثم ينتهى كل شى بقتل ألماسة على يد أخيها وتصرح قبل وفاتها أن ألماسة ليست مجرد امرأة يفنيها دمها لو أجراه قاتلها ،بل هى حالة الإنسان كانت، وإنما هى حالة الإنسان كانت وستظل باقية كتجربة تكشف حقيقة المرء لو خبرها واحتك به.
يحيى سعد في «اضحك لما تموت»
وكان نبيل الحلفاوي بطلًا متميزًا في آخر مسرحياته«اضحك لما تموت»، على الخشبة لفرقة المسرح القومي من تأليف المبدع لينين الرملي، للمخرج الكبير عصام السيد.
وقدم «الحلفاوي» شخصية «يحيى سعد»، وشاركه البطولة الفنان محمود الجندي في شخصية«طاهر نص نص» سلوى عثمان «حورية» إيمان إمام «شربات»، تامر الكاشف في دور «زكريا معروف»، مريم سعيد صالح، مخرج منفذ صفوت حجازي.
وتدور الأحداث حول«يحيى سعد» إلى تغير وأصبح لا يهتم بشيء، وودع ماضيه الذي كان ويريد ان ينساه خاصة أنه ترمل مبكرا، ولكنه لم يشأ أن يموت رغم فقره وبؤسه بدافع الفضول لا اكثر، لعله قبل ان يموت يستشرف الايام المقبلة، ورغم انه يعيش في حالة تقترب من الزهايمر، يجعله يهزأ بكل شيء، بل يضحك ساخرا مبتعدا عن الأحزان وكأنه ميت وهو حي.