سيظل المسرح «أبو الفنون» فهو بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجاهاتهم وثقافتهم ولغاتهم وحضارتهم وسيظل هو الفن الأكثر انتشارًا بالعالم كله.
وتقدم بوابة «دار الهلال»، لجمهورها أشهر المسرحيات المصرية عبر سلسلة «روائع المسرح القومي»، والتي قدمت على خشبة مسرحنا القومي، لنشاهد ونتعرف على قصص مسرحياتنا المتميزة، وصناعها من المؤلفين والمخرجين والممثلين والموسيقيين، ومصممي الديكورات وجميع المبدعين لجميع مفردات العرض على الخشبة، وفي الكواليس وخلف ستار المسرح.
ونلتقي اليوم مع مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات » بطولة نبيل الحلفاوي
«طقوس الإشارات والتحولات» أحد من نصوص المرحلة الثانية للمبدع سعد الله ونوس كتبه على فراش المرض، بروح فنان استصفى المرض دماءه، وأسمى روحه فنفذت فى أعماق النفس البشرية لتبحث فيها، وتنقب عن طبيعتها او تكشف مكنونها، إنها التحولات التى تجرى على البشر جميعًا، فتحيلهم إلى ذواتهم الحقيقية التى أخفاها طويلا قناع الرياء وعباءة الاصطناع.
تجربة تكشف حقيقة المرء
وأحداث المسرحية تدور عقب حادثة تهتز لها مدينة دمشق وهى القبض على نقيب الأشراف و مع غانية، ويتضامن معه المفتى رغم العداوة بينهما ويدبر حيلة مع زوج النقيب، ويبدلها فى السجن مع الغانية فكأنه قُبض عليه مع زوجه مما يُوقع بصاحب الشرطة وتتبدل الأوضاع ويصبح هو سجينًا وسجينه حرًا،عندها يطلق النقيب زوجه كما اشترطت للاشتراك فى حيلة الانقاذ، وتهجر الزوجة حياة العفة إلى دنيا الغواني وتسمى نفسها ألماسة ويهيم بها الرجال وتحدث انقلابا فى حلب، أما النقيب فينقلب متصوفًا طامعًا فى وصل الذات الإلهية، والمفتى ينقلب عاشقًا لألماسة يجاهد نفسه حينا حتى ينهار عند قدميها، وفى تلك الأثناء يتحول أحد الأعوان وبتأثير موجة التهتك المتفشية إلى مثلىّ، ثم ينتهى كل شى بقتل ألماسة على يد أخيها وتصرح قبل وفاتها أن ألماسة ليست مجرد امرأة يفنيها دمها لو أجراه قاتلها ،بل هى حالة الإنسان كانت، وإنما هى حالة الإنسان كانت وستظل باقية كتجربة تكشف حقيقة المرء لو خبرها واحتك به.
المفتي في «طقوس الإشارات والتحولات»
و شارك نبيل الحلفاوي في مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات»، إنتاج فرقة المسرح القومي بالبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة 1996م،، والمسرحية من أشهر النصوص المسرحية في الوطن العربي لمؤلفاها للمسرحي السوري سعد الله ونوس، وقدمت الكثير من المرات في مصر والعديد من دول الوطن العربي.
قدم المبدع الفنان نبيل الحلفاوي في «طقوس الإشارات والتحولات» شخصية «المفتي»، وهو دور مهم كثيرًا في نصوص المسرح العربي، ومشارك في المسرحية نخبة من نجوم المسرح المصري والفن وهم.. سوسن بدر في دور«مؤمنة»، وحمدي الوزير«عبد الله»، وفاءالحكيم «وردة»، محمد أحمد«عزت بك»، إبراهيم الدالي «الشيخ محمد»، وخالد الصاوي «عباس»، وخالد صالح «العفصة»، وألفريد كمال«حميد» و المسرحية من إخراج حسن الوزير.
مسرحية طقوس الإشارات والتحولات ج 1 _ المسرح القومي 1997