هل تعلم أن الورقة التي تلقيها في القمامة يمكن أن تعود إليك في صورة منتج جديد عالي الجودة؟، ففي مدينة السادات، يقع مصنع يونيبورد، أحد أكبر مصانع إعادة تدوير الورق المقوى في مصر، الذي يحول المخلفات الورقية إلى منتجات قابلة للاستخدام مرة أخرى، مع الحفاظ على البيئة ودعم الاقتصاد المحلي.
المرحلة الأولى: استلام المخلفات الورقية
تبدأ عملية إعادة التدوير من الشارع، حيث يجمع "النباشون" مخلفات الورق من المنازل، المحلات، والمصانع، ليبيعوها بعد ذلك إلى تجار الجملة المعروفين بـ"تجار الدبش"، بعد تجميع كميات ضخمة من الورق، يتم توريدها إلى المصنع ، الذي يستهلك يوميًا ما يقارب 600 طن من الورق التالف لإعادة تدويره.
مرحلة الفرز والتنظيف
عند وصول المخلفات الورقية إلى المصنع، تبدأ عملية الفرز اليدوي لفصل المواد غير المرغوب فيها مثل البلاستيك وطبقات الألومنيوم الرقيقة الموجودة في بعض العبوات، بعدها يتم تقطيع الورق إلى قطع صغيرة، ثم يغمر في الماء والمواد الكيميائية لإزالة الشوائب والأحبار.
يخضع الورق لعملية تنظيف دقيقة تشمل استخدام مواد تقضي على البكتيريا والجراثيم لضمان إنتاج ورق نظيف وصالح للاستخدام.
تحويل الورق إلى عجينة
بعد الفرز والتنظيف، يُحوَّل الورق إلى عجينة ورقية من خلال عملية التصفية والتنقية، حيث يتم التخلص من أي مكونات غير مرغوب فيها، وتُعتبر هذه العجينة الأساس الذي يستخدم في تصنيع أنواع متعددة من الورق والكرتون.
مرحلة التصنيع إنتاج الورق المقوى
يصنع الورق في عدة طبقات باستخدام العجينة الورقية، وأهم هذه المنتجات هو ورق "الدوبلكس" المستخدم في التغليف وتعبئة المنتجات الغذائية، مثل علب الجبن ومعجون الأسنان، يتكون ورق الدوبلكس من الطبقة العلوية البيضاء تعتمد على خامات مستوردة وتمثل 15% من وزن المنتج، الطبقات السفلية مصنوعة بالكامل من الورق المُعاد تدويره، وتشكل الجزء الأكبر من المنتج النهائي.
وقال المهندس إيهاب فتوح، مدير الإدارة الهندسية في مصنع يونيبورد، أن استخدامات الورق المعاد تدويره، حيث يدخل الورق المُنتج في عدة صناعات، أهمها تعبئة المنتجات الغذائية، مثل الجبن والحلويات، وأيضا صناعة علب الأدوية ومعجون الأسنان، وأيضا علب المنتجات الاستهلاكية المختلفة التي تتطلب طباعة مميزة ومتانة في التغليف.
الحفاظ على البيئة واستدامة الموارد
وأكد خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن إعادة تدوير الورق تسهم في تقليل كميات المخلفات الصلبة، والحفاظ على البيئة من التلوث، وتقليل الاعتماد على الورق الخام المستخرج من الأشجار، فكل طن من الورق المعاد تدويره يساهم في الحفاظ على عشرات الأشجار من القطع، ويوفر كميات كبيرة من المياه والطاقة.
الاستثمار في صناعة إعادة التدوير
وتابع أن بدأت الاستثمارات في مصنع يونيبورد، منذ عام 2015، وبدأ الإنتاج الفعلي في عام 2017، بتكلفة تجاوزت مليار جنيه مصري، ومن المتوقع إضافة خطوط إنتاج جديدة قريبًا لتلبية 100% من احتياجات السوق المحلي.
وأكد أن المصنع يعد نموذجًا ناجحًا لصناعة إعادة التدوير في مصر، حيث يساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، والحفاظ على البيئة من خلال إعادة استخدام الموارد بكفاءة، مضيفا أنه من أكبر مصانع إنتاج ورق "الدوبلكس" في مصر، حيث يغطي حوالي 70% من احتياجات السوق المحلي، ويُصدّر جزء من الإنتاج إلى الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة، مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير العملات الأجنبية.
خط إنتاج متطور لإعادة تدوير العبوات الكرتونية
في إطار التوسع نحو حلول مستدامة، أطلقت "يونيبورد" بالتعاون مع شركة "تتراباك" أول خط إنتاج من نوعه في مصر لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة، باستثمار بلغ 2.5 مليون يورو، ويمتد المشروع على مساحة 1000 متر مربع، ويصل إنتاجه إلى 8000 طن سنويًا، ومن المتوقع تحقيق الطاقة الإنتاجية القصوى خلال 5 سنوات، مع خطط طموحة لتسريع هذا الإنجاز قبل عام 2028.