الأربعاء 22 يناير 2025

عرب وعالم

وكالة الطاقة الدولية: استخدام الفحم سجل أعلى مستوياته في 2024

  • 18-12-2024 | 12:37

الفحم

طباعة
  • دار الهلال

كشف التقرير الأخير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية "تضاعف استهلاك الفحم العالمي على مدى العقود الثلاثة الماضية". 

وعلى الرغم من كل الجهود، إلا أن منحنى الاستهلاك العالمي للفحم لم ينعكس بعد، بل انه في عام 2024، تم الوصول إلى رقم قياسي جديد للاستهلاك مرة أخرى، مع استخدام 7.8 مليار طن، وفقا لحسابات وكالة الطاقة الدولية.

ومن المتوقع أن يستقر المستوى في السنوات المقبلة، على الأقل حتى عام 2027، بفضل صعود الطاقات المتجددة، حسبما أوردت صحيفة /لوفيجارو/ الفرنسية.

والصين هي صاحبة نصيب الأسد من استهلاك الفحم على الرغم من الزيادة في مصادر الطاقة الأخرى، سواء النووية أو الشمسية أو طاقة الرياح، حيث أن طنا واحدا من كل ثلاثة أطنان من الفحم المستخرج في جميع أنحاء العالم يزود محطة الطاقة الصينية بالوقود.

ووصل إنتاج بكين (أكبر مستهلك ومنتج للفحم في العالم)، إلى مستويات قياسية بلغت 14 مليون طن فحم يوميا في نوفمبر.. كما أنها تخطط للاستمرار عند هذه المستويات لتجنب أي خطر النقص. 

ويستمر الطلب على استخدام الفحم لأنه يرتبط باستخدامه في تشغيل مولدات محطات الكهرباء في العديد من الدول من أجل توفير الكهرباء لوسائل النقل والتدفئة وتكييف الهواء ومراكز بيانات الكمبيوتر، والتقلبات المناخية تؤثر أيضا. 

وفي الصين، يمكن لفصول الصيف شديدة الحرارة أو الشتاء البارد أن تعدل الاستهلاك، بشكل أو بآخر، بنحو 140 مليون طن بحلول عام 2027، كما تشير وكالة الطاقة الدولية، التي حدد تقريرها للفحم لعام 2024 توقعاتها بثلاث سنوات.

وأشارت الدراسة إلى أن استخدام الفحم في معظم الاقتصادات المتقدمة "بلغ ذروته بالفعل، ومن المتوقع أن يستمر في الانخفاض حتى عام 2027". وسوف يعتمد التقدم على لوائح جديدة، خاصة في أوروبا، أو على زيادة استخدام الغاز الطبيعي الرخيص في الولايات المتحدة أو كندا، كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية.

وعلى العكس من ذلك، يستمر استخدام الفحم في الزيادة في الدول الناشئة مثل إندونيسيا وفيتنام والهند، "حيث يتزايد الطلب على الكهرباء مع النمو الاقتصادي والديموجرافي"، أما التجارة التي تتم بشكل رئيسي في آسيا بين الصين والهند واليابان وكوريا وفيتنام من جانب المشترين وإندونيسيا وأستراليا من جانب المصدرين، فهي لا تمثل سوى 20% من الاستهلاك. لكنها وصلت أيضًا إلى مستوى قياسي هذا العام.

وتعد عائدات الفحم وفيرة إلى الحد الذي يجعل من الصعب التفكير في خفضها. عند حوالي 129 يورو للطن، لا تزال الأسعار بعيدة عن الذروة التي بلغتها في عام 2023، لكنها لا تزال مرتفعة، أي ما يقرب من 50٪ أكثر مما كانت عليه قبل أزمة كوفيد، ولذلك فإن دولاً مثل أستراليا، خامس أكبر منتج في العالم، لا تسعى إلى خفض صادراتها، بينما تعمل على تطوير الطاقات المتجددة داخلياً.

ويريد آخرون، مثل إندونيسيا، وهي مصدر رئيسي آخر، التحرك بسرعة أكبر في مواجهة تغير المناخ، حيث أعلن الرئيس الاندونيسي برابوو سوبيانتو في قمة مجموعة العشرين في البرازيل عن خطة لإنهاء توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري في غضون 15 عامًا من خلال بناء 75 جيجاوات من الطاقة المتجددة، وذلك بفضل موارد الطاقة الحرارية الأرضية الغنية في البلاد، ولكن مما لا شك فيه أن هذه الاستراتيجية طموحة للغاية. 

وسرعان ما أعاد المبعوث الخاص للطاقة والبيئة (وهو أيضًا شقيق الرئيس الأصغر)، عن صياغة التوقعات من خلال توضيح أن فكرة إغلاق جميع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام 2040 كانت "غير مجدية" وتبين أنها بمثابة "انتحار صناعي وسياسي”. وتقوم العديد من المصانع بتزويد مصاهر النيكل المملوكة للصين، مما يغذي سلسلة التوريد العالمية لبطاريات السيارات الكهربائية.

ومن ناحية أخرى، ينخفض استخدام الفحم في الولايات المتحدة بسبب تزايد الاعتماد على الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يجعل الكهرباء المولدة بالفحم أقل قدرة على المنافسة.

وتحرق حاليا محطات الطاقة الأمريكية التي تعمل بالفحم بشكل جماعي قرابة مليون طن فقط يوميا، أي نصف ما كانت عليه في عام 2015.

ووجد منتجو الكهرباء أنفسهم في نهاية نوفمبر مع مخزون قدره 138 مليون طن، وفقا لإدارة معلومات الطاقة. وهو ما يكفي لثنيهم عن الاستمرار في استخراجه بكميات كبيرة، خاصة وأن تحول الطاقة مستمر رغم كل شيء عبر المحيط الأطلسي، وفي عام 2025، من المتوقع أن يتم سحب 13 جيجاوات إضافية من الـ 173 جيجاوات المتبقية من القدرة التي تعمل بالفحم، أو تحويلها إلى الغاز.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة