تشير دراسة حديثة أجرتها سوسن وهبي، طالبة الدكتوراه بجامعة أريزونا، إلى إعادة النظر في النظريات الكلاسيكية حول تطور الشفرة الوراثية.
نشرت الدراسة في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، وتقدم أدلة على أن الشفرة الوراثية تطورت تدريجيًا عبر مراحل معقدة، وليس من خلال عملية خطية بسيطة، فالشفرة الوراثية، التي تُترجم تسلسلات الحمض النووي إلى بروتينات باستخدام 20 حمضًا أمينيًا، بدأت بأحماض بسيطة وصغيرة تطورت مع الزمن لتشمل جزيئات أكثر تعقيدًا.
اكتشفت الدراسة أن هناك أدوار مبكرة لأحماض أمينية مثل السيستين، المرتبطة بالكبريت، يعيد تقييم النظريات القديمة التي تجاهلت دور الكبريت في المراحل الأولى من الحياة، كما توضح أن الشفرة الوراثية الحالية ليست الوحيدة التي نشأت، بل هي النسخة الباقية من بين شفرات متعددة انقرضت مع الزمن.
تطرقت الدراسة إلى تجربة يوري-ميلر الشهيرة، مشيرة إلى تجاهلها الكبريت رغم أهميته في المحيطات البدائية، وأظهرت أهمية الأحماض الكبريتية في الحياة الأولى، مما يدعم البحث عن الحياة في أماكن غنية بالكبريت خارج الأرض مثل المريخ وأوروبا.
وباستخدام منهجية تحليل مجالات البروتين، كشفت الدراسة عن أحماض أمينية كانت موجودة قبل آخر سلف مشترك عالمي (LUCA)، ما يعيد صياغة فهم تطور الحياة على الأرض ويفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.